طرابلس تعترض سياسيا على زيارة باسيل.. ودعوات لعدم إستفزازها

طرابلس تعترض سياسيا على زيارة باسيل.. ودعوات لعدم إستفزازها
طرابلس تعترض سياسيا على زيارة باسيل.. ودعوات لعدم إستفزازها

كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": ما يزال الغموض يخيّم على مصير زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الى طرابلس يوم الأحد المقبل، حيث تشير معلومات الى أن القرار النهائي حيال إتمام هذه الزيارة أو تأجيلها سيتخذ خلال 48 ساعة، وأن باسيل وفريق عمله يدرسون التداعيات التي يمكن أن تنتج عنها في ظل حالات الاعتراض التي تتنامى يوما بعد يوم في الفيحاء على وقع أحداث الجبل، ومن ثم ما تسرّب عن قيام باسيل بتهديد وزيرة الداخلية إبنة طرابلس ريا الحسن قبل إنعقاد إجتماع مجلس الدفاع الأعلى، وكذلك تلويح باسيل بالثلث المعطل في الحكومة وتأخير إجتماعها ساعتين ونصف الساعة قبل أن يعلن الرئيس سعد الحريري تأجيلها، فضلا عن الخطاب الاستفزازي الذي يعتمده باسيل والمرفوض رفضا قاطعا في طرابلس.

 

لا شيء يوحي حتى الآن بحصول هذه الزيارة يوم الأحد، فلا جدول مواعيد معلن، ولا دعوات لوسائل الاعلام وجهت، في حين تسارع بعض القيادات السياسية والدينية لدى سؤالها، الى تبرئة نفسها من "تهمة" إستقبال الوزير باسيل كونها تعلم حساسية ذلك في طرابلس وفي هذا الوقت بالذات، كما أبلغ مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار مقربين منه أن باسيل لم يطلب منه موعدا، وأنه لم يوجه له أي دعوة، في حين يؤكد متابعون أن ثمة موعدا ثابتا تم تحديده مسبقا وسيكون على جدول أعمال الزيارة في حال تمت، وهو اللقاء مع النائب السابق محمد الصفدي في مركز الصفدي الثقافي الذي سيوضع أيضا بتصرف باسيل ليعقد لقاء موسعا مع شباب التيار الوطني الحر، وهو أمر يترجم العلاقة الجيدة بين الصفدي وباسيل الذي سبق وقال أنه يوجد أكثر من وزير مشترك بيننا وبين الرئيس الحريري في إشارة منه الى عقيلة الصفدي الوزيرة فيوليت خيرالله.

 

إتصالات كثيرة تلقاها الوزير باسيل نصحته بتأجيل زيارته الى طرابلس، ولفتت إنتباهه الى حساسية الموقف وخطورته خصوصا بعد حوادث الجبل والتطورات الأخيرة في الحكومة ومع وزيرة الداخلية، لكنها لم تحصل على أي جواب منه، في حين يؤكد "مقربون" أن باسيل "عنيد" ومن الصعب أن يتراجع عن أمر في حال إتخذ قرارا به، لافتين الانتباه الى أن الزيارة ستكون حزبية داخلية لحث شباب التيار الوطني الحر على المشاركة في الانتخابات التي ستجري نهاية الصيف الحالي، وبالتالي فإن باسيل يزور كل المناطق التي يتواجد فيها التيار لرفع الروح المعنوية لدى المناصرين والمحازبين.

 

لا شك في أن الاعتراض الحاصل في طرابلس على زيارة باسيل، لا يمت الى الطائفية بصلة، ولا الى التطرف أو التقوقع أو الانعزال التي يحاول قيادات في التيار إلصاقهم بها في كل مناسبة، بل على العكس تماما، فالمدينة شهدت قبل فترة إطلاق أسماء أربعة مطارنة على شوارع فيها، والانفتاح والتعايش القائمين فيها يشكلان نموذجا يحتذى لكل المناطق اللبنانية، بل إن الاعتراض الطرابلسي هو سياسي بامتياز، ردا على سلوك باسيل السياسي ومواقفه الاستفزازية التي تشحن النفوس وتهدد السلم الأهلي، إضافة الى موقفه مع تياره من القيادات السنية على إختلافها.

 

وتلفت مصادر سياسية الانتباه الى أن باسيل لم يقم بأي بادرة حسن نية أو بإطلاق أي موقف إيجابي تجاه طرابلس وأهلها للتخفيف من حالات الاعتراض على زيارته، ناصحة إياه بأن يؤجل زيارته في ظل الأجواء المشحونة الممتدة من قبرشمون الى طرابلس، وأن يعيد صياغة خطاب وطني جامع يتصالح من خلاله مع كثير من اللبنانيين، ثم يفكر في إستكمال زيارته الى سائر المدن والمناطق اللبنانية وفي مقدمتها طرابلس.

 

يقول بعض كبار السن في طرابلس: إن الفيحاء لها تاريخ طويل جدا في المواجهات السياسية، ولم يسبق لأي سياسي لبناني أن دخلها من دون موافقة أهلها، كما أن صيغة التحدي تزيدها صلابة وإصرارا على موقفها، ولها في ذلك صولات وجولات بدأت عندما حاول الرئيس إميل إدة (وكان رئيسا للدولة) بعد إعلان دولة لبنان الكبير، زيارتها غير آبه بإعتراضات أهلها على مواقفه السياسية، وعند وصوله الى ساحة التل إستقبله أبناء المدينة بوابل من البيض والبندورة وكل طالته أيديهم.

 

 

 

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى