كتب نقولا ناصيف في صحيفة "الأخبار": مرة جديدة يحوز الرئيس سعد الحريري من الرؤساء السابقين للحكومة جرعة دعم إضافية، يحتاج إليها بإزاء المأزق الذي تواجهه حكومته مذ قرر تعليق اجتماعاتها. من غير إخفاء ملاحظاتهم، مرة أخرى يعززون حججه دفاعاً عن صلاحياته الدستورية.
ليس سرّاً أنّ الرؤساء السابقين للحكومة، منذ اجتماعهم الأول في 30 حزيران 2018، ينظرون بكثير من الاهتمام إلى الدور الذي يضطلعون به، ويعترفون بالحاجة إلى استمراره في ضوء ما يجبهه، تبعاً للحجج التي يسوقونها، خلفهم في السرايا.
يقولون إنهم أرسوا سابقة غير مألوفة، هي وجود تجمّع لرؤساء الحكومات السابقين لم تختبره الحياة السياسية اللبنانية التي عرفت أنماطاً قريبة منهم، لكن من تجمّعات أوسع ضمت نظراءهم ووزراء ونواباً وشخصيات سنّية تحت عباءة مفتي الجمهورية. تلك كانت حال قمم عرمون في السبعينيات - ولم تكن هذه سنّية فحسب - وكذلك التجمع الإسلامي ما بين منتصف السبعينيات ومنتصف الثمانينيات قبل تفرّقه.
يقولون أيضاً إنهم يرومون تحوّل دورهم مؤسسة في ذاتها للدفاع عن صلاحيات رئيس مجلس الوزراء، أيّاً يكن شاغله، انطلاقاً ممّا نصّ عليه اتفاق الطائف. ينظرون إلى موقعهم على أنه جزء من ثالوث يدافع عن مصالح الطائفة السنّية، شريكاهم فيها دار الإفتاء ورئيس مجلس الوزراء. وهو مغزى استنفار هذا الثالوث كلما شعر بـ"اعتداء" على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء.