أين كان هؤلاء جميعاً قبل أن تسافر؟ أين كانت وطنيتهم وإنسانيتهم، أنت وتودّع بلدك مرّة جديدة بحثاً عن لقمة عيش حلال حرموك منها؟ أين كان المتملّقون السياسيون عندما كنت تفطر يومياً مرارة الغربة، وتتغدّى ألم البعد، وتتعشّى الوحدة على أفضل سرير تمكّنت أن تستأجره؟
أين كان هؤلاء الذين كانوا السبب، أين كانوا هؤلاء الذين قتلوك ومثّلوا بجثتك، والآن يختارون كرافاتاتهم ليمشوا بجنازتك؟
حسين فشيخ مات مقتولاً من طبقة سياسية فاسدة، لا تترك وظيفة إلّا للمطبّلين لها والمهلّلين. مات مقتولاً من طبقة سياسية عاجزة، لا تبذل مجهوداً لتطوير صناعة أو زراعة أو تجارة أو مؤسسات تستر جوع الشابات والشبّان اللبنانيين. مات مقتولاً من طبقة سياسية هزيلة لا ترى أبعد من منخار طائفيتها ومحسوبياتها وميليشياويتها.
مات مقتولاً من طبقة سياسية مشغولة بمقابر الماضي ولا تريد فتح طاقة على المستقبل. حسين فشيخ مات مقتولاً برصاص طبقة سياسية تتقن فن القتل على الهوية والطائفة والتزلّم والتبعية والخضوع والخنوع وإعلان الولاء الأعمى. حسين فشيخ قتله جهل وتخلّف أولئك المؤتمنين على حياة اللبنانيين وكرامتهم ولقمة عيشهم وأمنهم وامانهم ومستقبلهم.
شهيدٌ؟ كلا. فقيدٌ؟ كلا. ميتٌ؟ لا تهمّ التسمية التي سنطلقها على حسين اليوم، طالما أنه عاد إلى حضن أمه جثة بعدما ضحّى بكل ما عنده ليطيل عمرها. وماذا تنفع الشهادة خطيبته، طالما أنّ عريسها الذي تشرّد ليجمع ثمن فستانها الأبيض وسعر كنباية لصالون بيتهما ذهب إلى جنّة وتركها في جحيم؟
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.