'الدولة البوليسية' تُمعن بممارساتها القمعية.. ومُحامون ينتفضون على النقابة!

'الدولة البوليسية' تُمعن بممارساتها القمعية.. ومُحامون ينتفضون على النقابة!
'الدولة البوليسية' تُمعن بممارساتها القمعية.. ومُحامون ينتفضون على النقابة!

تحت عنوان: "إخفاء قسري لمعتقلين وقمع متزايد للمتظاهرين: محامون "ينتفضون" على النقابة"، كتبت إيلدة غصين في صحيفة "الأخبار": أمعنت "الدولة البوليسيّة"، في الأيام الماضية، بممارساتها القمعيّة تجاه المعتصمين. الشرطة العسكريّة تعتقل، مخابرات الجيش تلاحق، والجيش يستعمل القوّة حسب الموقف والمكان. أما نقابة المحامين المطالبة بأن تكون خط الدفاع الأوّل عن حقوق المتظاهرين، وقبل انتخاباتها يوم غد، فقد قرّرت التراجع إلى الصفوف الخلفيّة ساحبةً توكيلها لمحامي المتظاهرين في صور، ما دفع عدداً من المحامين إلى تنظيم وقفة بزيّهم المهني، أمام قصر عدل بيروت وداخله، تضامناً مع الانتفاضة وتنديداً بتوقيف المتظاهرين وتقصير نقابتهم.

وقد كرّرت الأجهزة الأمنيّة في اليومين الماضيين الارتكابات نفسها بحقّ من تعتقلهم من المتظاهرين بدون مسوّغ قانوني، عبر سحب الناشطين واعتقالهم تباعاً لإرهاقهم وجرجرة أهلهم ورفاقهم من مركز إلى آخر بحثاً عنهم. ارتكابات الأجهزة تتكرّر مع كل معتصم "تضعه في بالها بحسب درجة نشاطه"، ليبدأ المسلسل باعتقال تعسّفي وضرب وسحل واعتداء، من ثمّ إخفاء قسري في مركز مجهول من غير الإقرار للأهل أو المحامين بأن الموقوف لديها. هكذا فعلت الشرطة العسكريّة ليل الخميس- الجمعة مع كلّ من سامر مازح وعلي بصل، وقبلهما مع خلدون جابر، وكذلك مع عدد من المعتقلين في الذوق وجل الديب. إذ أنكرت وجود مازح وبصل لديها في ثكنة فخر الدين، ونفت لأهلهما ولجنة المحامين المتطوّعين للدفاع عن المتظاهرين وجودهما لديها. هكذا بكل بساطة، باتت الأجهزة تلعب مع الأهل والمحامين "الغميّضة".

 

يدور أولئك من مركز إلى آخر، والمراكز كلّها تنفي فيما المعتقلون يتعرّضون للتعذيب ويخضعون للتحقيق لا على خلفيّة تعرّضهم لعسكري مثلاً، بل تتمحور أسئلة المحقّقين حول "المحرّض والمموّل للانتفاضة".

تركت الأجهزة والدة سامر وشقيقته تبحثان عنه منذ منتصف ليل الخميس حتى ظهر الجمعة، حين تمكّن المحامون "بالمونة" على مدّع عام من معرفة تفصيل صغير عنه وعن رفيقه علي يؤكّد بأنهما في ثكنة فخر الدين. المطاردة حصلت عند جسر الرينغ منتصف ليل الخميس، حيث تعرّض سامر لمضايقات ولاحقه مدنيّون يستقلّون دراجات ناريّة حتى منطقة الجمّيزة حيث اعترضوا طريقه ورفيقه علي واعتقلوهما من دون أن يعرّفوا عن أنفسهم. سلّم الشابان إلى سيارة "رابيد" تابعة للشرطة العسكريّة ليختفي أثرهما. من هم "المدنيّون"، أشباح أو مخبرون أو مخابرات جيش، لا أحد يعرف. مهمّتهم مراقبة الناشطين ومطاردتهم في ساحات الاعتصام حتى أبعد نقطة عن الكاميرات وعيون الأصدقاء، لاصطيادهم وضربهم ثمّ اقتيادهم إلى أحد الأجهزة الأمنيّة.

 

وظهر أمس، نظّمت وقفة تضامنيّة أمام قصر عدل بيروت (وسجّلت دعوات إلى وقفات أمام مختلف قصور العدل) للكشف عن مصير جميع المعتقلين ومن بينهم سامر وعلي. في هذا الوقت كانت لجنة المحامين تقدّم إخباراً إلى مدّعي عام التمييز القاضي غسان عويدات بشأن إخفاء الشابين، وخرجت لتبلغ المتظاهرين أنه سيتمّ الإفراج عنهما من مخفر الجمّيزة.

في الوقت نفسه، كان عدد من المحامين بـ"الروب الأسود" ينظّمون داخل قصر العدل وخارجه وقفة تضامنيّة مع الانتفاضة، واعتراضاً على طريقة التعامل مع المعتقلين. "نتيجة الانقسام السياسي والمحاصصة، اتخذت النقابة موقفاً معاكساً للدّور المنوطة به عبر رجوعها عن تكليف المحامين عن المعتقلين في صور"، هو السبب الأوّل للوقفة وفق المحامي واصف الحركة، علماً "أن زملاء لنا التفوا على قرار النقابة وحصلوا على تكاليف شخصيّة من المتّهمين في قضيّة الريست هاوس في صور". والسبب الثاني هو "دعم وتأييد الشارع، والاعتراض على العنف المفرط المستخدم ضدّ المعتصمين، وطريقة توقيف المعتقلين بما يخالف المادة 47 من قانون أصول المحاكمات الجزائيّة"، أما في البعد السياسي قبيل انتخابات النقابة (يوم غد) فالوقفة "تسجيل موقف مباشر لاختيار محامين من خارج قوى السلطة والطوائف". اعتراض المحامين الأبرز هو على "الإخفاء القسري للموقوفين ليوم أو يومين، من دون تجاوب الأجهزة معهم".

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟