وصفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية دراسة اختبارا للدم يمكنه اكتشاف أكثر من 50 نوعا مختلفا من السرطان بـ"الثوري" باعتبار أن ذلك النوع من الفحوصات سوف يؤدي إلى تشخيص ذلك المرض في مراحل مبكرة.
وأظهرت الدراسة أن الاختبار الذي يعرف باسم "غاليري" كان قادرًا على اكتشاف علامات الإصابة بالسرطان لدى 323 شخصًا من أصل 6238 شخصًا زاروا طبيبهم العام مع وجود أعراض مشتبه بها، في كل من إنكلترا وويلز.
Advertisement
وقال الباحثون إن من بين هؤلاء 323 مريضا، جرى تشخيص 244 منهم فيما بعد بالسرطان، مما يعطي دقة تنبؤية إيجابية بنسبة 75 في المئة.
وتوقع الاختبار 37 في المئة من حالات سرطان الأمعاء، و22 في المئة من حالات سرطان الرئة، و8 في المئة من حالات سرطان الرحم، بالإضافة إلى 6 في المئة من حالات سرطان المريء، و 4 في المئة من حالات سرطان المبيض.
وبحسب خبراء، قد تعني النتائج أن اختبار الدم لديه القدرة على اكتشاف واستبعاد السرطان لدى الأشخاص الذين يعانون من الأعراض، مما يؤدي إلى تسريع التشخيص.
وأوضحت الدراسة أنه وفي 85 في المئة من الحالات الإيجابية، تمكن الاختبار من تحديد الموقع الأصلي للسرطان.
ويكتشف الاختبار، الذي يجربه باحثون في جامعة أكسفورد، أجزاء من الحمض النووي للورم في مجرى الدم، إذ أنه من المعروف أن بعض الأورام السرطانية تفرز الحمض النووي في الدم لفترة طويلة قبل أن يبدأ المريض في الشعور بالأعراض.
ومع ذلك، فإن دقة الاختبار تختلف باختلاف مرحلة السرطان، إذ أن اختبار غاليري كان قادراً على التنبؤ بدقة نسبة 95 في المائة من أورام المرحلة المتقدمة، بينما كان قادراً فقط على التنبؤ بنسبة 24 في المائة من السرطانات في المراحل المبكرة للغاية.
ولا يكتشف الاختبار جميع أنواع السرطان ولا يحل محل برامج فحص هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا، مثل برامج فحص سرطان الثدي وعنق الرحم والأمعاء.
وقال الباحثون إن الاختبار لا يزال "قيد الدراسة التنفيذ"، لافتين إلى أن التجارب قد أظهرت آمالا قوية.
وقال مدير هيئة الصحة الوطنية للسرطان البروفيسور بيتر جونسون: "هذه الدراسة هي الخطوة الأولى في اختبار طريقة جديدة لتحديد السرطان في أسرع وقت ممكن".
وأضاف: "الاكتشاف المبكر للسرطان أمر حيوي ويمكن أن يساعدنا هذا الاختبار في اكتشافه والمساعدة في إنقاذ آلاف الأرواح".
وأوضح بريان نيكلسون، الأستاذ المساعد في قسم نوفيلد لعلوم الرعاية الصحية الأولية بجامعة أكسفورد، أن "النتائج تشير إلى أن اختبارات الكشف المبكر عن السرطانات المتعددة (MCEDs) يمكن أن تلعب دورًا من ناحية تقييم المرضى الذين يعانون من أعراض السرطان قبل تشخيص المرض لديهم".
وأضاف: "معظم المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان يستشيرون أولاً طبيب الرعاية الأولية للتحقيق في الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالسرطان، مثل فقدان الوزن أو فقر الدم أو آلام البطن، والتي يمكن أن تكون معقدة نظرًا لوجود العديد من الأسباب المحتملة".
وتابع: "هناك حاجة إلى أدوات جديدة يمكنها الإسراع في تشخيص السرطان وتجنب الفحوصات المكلفة لفرز المرضى الذين يعانون من أعراض سرطانية غير محددة بدقة أكبر".
وقالت البروفيسور، هيلين ماكشين، مديرة مركز أكسفورد للأبحاث الطبية الحيوية في المعهد الوطني لحقوق الإنسان: "نحن ملتزمون بتشخيص السرطانات في وقت مبكر بغية علاجها، وهذه الدراسة هي خطوة مهمة في هذه الرحلة". (الحرة)