السياسي – وضعته وتركته رضيعا، بالكاد عمره شهران، ليس هربا من مسؤولية تربيته، بل لأنها أرادت الهرب من عنف زوجها عليها، فغادرت الجزائرية يمينة منزل الزوجية، وذهبت للعمل لدى عائلة فرنسية في الجزائر، وبعدها سافرت إلى فرنسا واختفت من حياة زوجها وابنها عبد الرحمن تماما.
عاش الابن طوال حياته بلا أم، لكنه راح يتعقبها ويبحث عنها، طبقا لما نقلت الوكالات عن الصحيفة التي روت قصته، وهي “النهار” الجزائرية، وبتقريرها ذكرت أن عبد الرحمن، البالغ 73 سنة، والجد حاليا لعشرة أحفاد، لم يفقد الأمل بالعثور عليها.
ثابر على البحث منذ كان عمره 14 تقريبا، مستعينا بعمته التي كان على اتصال بها، واستعان بأحد أبنائه معظم 59 سنة من البحث المتعب، حتى علم أنها من مدينة “تنس” البعيدة بولاية “الشلف” المطلة على البحر الأبيض المتوسط في الشمال الجزائري 200 كيلومتر عن العاصمة، لكنها تقيم في مدينة “ليون” بالجنوب الشرقي الفرنسي، وقد أصبح عمرها 93 سنة.
وسافر عبد الرحمن من حيث يقيم في بلجيكا إلى المدينة الفرنسية ليلقاها، وفي نفسه خشية بأن يصدمها، بعد أن علم أنها أصيبت بجلطة دماغية، إلى أن قرر زيارتها في دار للمسنين تقيم فيها بليون، بحسب ما نرى في فيديو أعلاه، وهو فيديو للقائه بها، بثته القنصلية العامة الجزائرية في بروكسل بمواقع التواصل، وفيه يقول إن والدته غادرت منزل الزوجية “لأن والدي كان يضربها وتركني مع جدتي، لم أكن أعرف الحقيقة إلا في الرابعة عشرة من عمري”، وفق تعبيره.
تابع وقال: “لم أتخل أبدًا عن الأمل في العثور عليها. كان هناك شيء في أعماقي يقول لي دائما إنها لا تزال على قيد الحياة” لكن فرحته لم تتم، فقد عاد حزينا بعد أن منعه طبيب دار المسنين من نقلها للعيش معه. أما الأم يمينة فقالت: “لم يكن لدي أحد، كنت وحدي”. وعبرت عن أملها بالعودة إلى الجزائر التي حصلت لتوها على جواز سفرها لأول مرة في حياتها.