شاهد قبور تجار المخدرات في المكسيك

السياسي – يقال إنك لا تستطيع أخذ أموالك معك عند الموت، ولكن هذا لا يمنع بعض الأشخاص من المحاولة، أو على الأقل أخذها إلى عتبة القبر.

مبانٍ مجهزة بجميع وسائل الراحة.. هذه ليست قصورا يسكنها بشر، بل أضرحة لأعتى أباطرة المخدرات.. حتى في الموت، لم يستطيعوا مقاومة التباهي بالقوة الهائلة والثروة بإنفاق ملايين الدولارات على بناء مقابر لهم ولأسرهم مجهزة بكل شيء، حتى مكيف الهواء وجميع الأجهزة الحديثة.

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي:

تجهيزات بعض المقابر المؤمّنة بشدة تشمل الزجاج المضاد للرصاص وكاميرات مراقبة حتى يتمكن أفراد العائلة من زيارة المدفن دون التعرض للقتل من المنافسين الذين لا يرحمون.

وعلى عكس ضحاياهم الكثر الذين يدفنون دون حتى شاهد للقبر، يدفن رجال العصابات في مدافن على أعلى مستوى، تبدو أشبه بالشقق الفاخرة الحديثة ذات الأبواب الزجاجية والشرفات.

أخطر العصابات 

تعد سينالوا أكبر وأقوى عصابة في المكسيك، وهي مشهورة على مستوى العالم.. هنا في كولياكان، معقل العصابة الحصين، تروي مقابر المدينة قصص ثراء تجار المخدرات الهائلة.

لقب أمادو كاريلو فوينتيس بسيد السماوات لشهرته باستخدام الطائرات لتصدير كميات هائلة من الكوكايين، ووصلت ثروته الشخصية إلى 34 مليار دولار أمريكي، إلا أنه مات أثناء الخضوع لجراحة تجميلية لتغيير مظهره عام 1997.

لكن عملية تجميل قبره كانت ناجحة تماما، حيث تم بناء ضريحه من 3 طوابق فخمة تضم كنيسة صغيرة تتسع لـ 50 مقعدا وغرفتين بتكلفة بلغت نصف مليون دولار.

قبور تجار المخدرات في المكسيك

قبور تجار المخدرات في المكسيك

قبور تجار المخدرات في المكسيك

أما هيكتور بالما، فقد عمل مع رئيس العصابة الشهير ”إل تشابو“ في السبعينيات والثمانينيات، وقتلت زوجته وتلقى رأسها في البريد، وهي الآن مدفونة في ضريحه، بينما لا يزال بالما نفسه على قيد الحياة في سجن مكسيكي مشدد الحراسة.

ويتميز الضريح بدرج حلزوني يؤدي إلى جناح إقامة فخم يطل من جميع الجوانب على التلال المحيطة، وتقول الشائعات إن بالما يبقي المبنى معطرا برائحة عطر زوجته المقتولة المفضل.

فيما حصل أرتورو بلتران ليفا على لقب رئيس الرؤساء بين تجار المخدرات في المكسيك، وقتل عام 2009 وسط وابل من الرصاص بينما كان يتبادل إطلاق النار مع 200 من المارينز المكسيكيين.

ويبدو المدفن الخاص به كقلعة حصينة مصغرة، وبه تلفزيون وخدمة واي فاي، إضافة لمطبخ، وغرف نوم وجهاز إنذار ضد السرقة، وبلغت تكلفته حوالي 700 ألف دولار أمريكي.

في حين، كان غناسيو كورونيل أحد المؤسسين الأربعة لعصابة سينالوا، ويسيطر على عمليات تجارة المخدرات بداية من الإنتاج وصولا إلى التهريب عبر الحدود وبيعها في السوق الأمريكية، وكان ناجحا لدرجة أنه اكتسب لقب ”ملك الكريستال“.

واشتهر كورونيل بجرائم الانتقام المبالغ فيها، بعد أن أرسل 100 من رجاله ذات مرة للتخلص من 3 رجال من عصابة زيتا في سينالوا.

ويتميز ضريح كورونيل بنظام موسيقي متكامل، فضلا عن واي فاي ونظام إنذار حديث يرسل فيديو المتسللين مباشرة إلى هواتف رؤساء عصابة سينالوا الآخرين، وبلغت تكلفته 450 ألف دولار.

ولا يتوقف الأمر عند هذه الأسماء، فالأمثلة كثيرة، ويعتبر أحد أكثر الأضرحة ترفا قبر أرتورو غوزمان لويرا المقتول عام 2004 داخل السجن خلال اجتماع مع محاميه، حيث شيدت عائلته مجمع دفن ضخما لإيواء جثته، بلغت تكلفته أكثر من مليون دولار.

وتنتصب في معظم الأضرحة صور كبيرة أو لوحات للمتوفين، تظهرهم شبابا في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر، لكن معظم هذه المقابر ليس عليها اسم للتعرف على صاحبها.

ما الهدف؟

كل هذا البذخ يكشف عن إصرار واضح على إظهار عظمة الأشخاص المدفونين في تلك القبور والتباهي بحياة سكانها الدائمين من تجار المخدرات والمجرمين الذين رحلوا وتركوا هذه المقابر الفارهة تخلد ذكراهم، بينما تبدو السلطات المكسيكية عاجزة عن مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى