أشارت دراسة جديدة إلى أن سرعة ذوبان الأنهار الجليدية “تضاعفت خلال العقدين الماضيين” – أسرع بكثير مما كان متوقعًا أو تم قياسه سابقًا، ذلك بحسبما ما ورد في موقع شبكة “سي إن إن” الإخباري.
وأوضح القائمون على الدراسة أنهم استخدموا العديد من مجموعات بيانات ناسا الفضائية التي يعود تاريخها إلى عام 2000، مشيرين إلى أن الحصول على قياسات دقيقة لذوبان الأنهار الجليدية، أو فقدان الكتلة الجليدية كان أمرًا صعبًا.
تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي:
ولفت الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة “نيتشر” العلمية إلى أن الأنهار الجليدية تتواجد بشكل عام في أماكن نائية أو يصعب الوصول إليها ، مما يعني أن بضع مئات فقط من أكثر من 200 ألف نهر جليدي تتم مراقبتها بشكل روتيني.
ومع ذلك، من خلال استخدام مجموعات بيانات الأقمار الصناعية من وكالة الفضاء الأميركية، ناسا ، تمكن العلماء من إظهار أن الأنهار الجليدية قد فقدت 267 مليار طن من الجليد في المعدل سنوياً بين العامين 2000 و2019،
وأوضح رومان أوجونيه، المشرف الرئيسي على الدراسة ، أن “أول خريطة متكاملة لانحسار الأنهار الجليدية في العالم، والتي وُضعت بفضل نصف مليون صورة ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية، خلصت إلى أن ظاهرة ذوبان الجليد تطاول “كل الأنهار الجليدية”، مع بعض الاستثناءات.
ومن شأن ذلك إغراق سويسرا بالكامل تحت ستة أمتار من المياه سنوياً، وفق بيان أصدره المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ “إي تي إتش”.
كما أن الذوبان يسجل تسارعاً كبيراً، فبعدما كان 227 مليار طن بين العامين 2000 و2004، ازداد المعدل إلى 298 مليار طن بين 2015 و2019.
وأشار رومان أوجونيه، وهو باحث في معهد “إي تي اتش” السويسري وجامعة تولوز الفرنسية، إلى أنه “مع استثناء المناطق الواقعة في ضواحي جرينلاند وأنتركتيكا، أي مع الإبقاء على 70% من الأنهار الجليدية في العالم، ارتفع المعدل في 20 عاماً من متوسط انحسار بحوالي ثلث متر سنوياً، إلى ثلثي المتر في السنة”.
ساهم هذا الذوبان بـ21 بالمئة من هذا الارتفاع منذ بداية القرن، أي 0.74 ميليمتر سنوياً، بحسب الدراسة.
وقد تسمح البيانات الجديدة، وهي أكثر دقة بكثير على الصعيد الجغرافي، أيضاً بالمساعدة على التخطيط في مناطق شديدة الاكتظاظ تؤدي فيها الأنهار الجليدية دوراً رئيسياً في التزود بالمياه والزراعة.
وعند حساب معدلات ذوبان الأنهار الجليدية، يأمل الباحثون البالغ عددهم 11 في أن تساهم في توقعات أكثر دقة لارتفاع مستوى سطح البحر وإدارة المياه.