واختارت روز ماري بنتلي، من مولالا بولاية أريغون، أن تتبرع بجسدها للأبحاث العلمية عند موتها، كما فعل زوجها جيمس قبل سنوات.
ولكن عندما جاء ذلك الوقت، في عام 2017، وفتح الطلاب أحشاءها كجزء من فصل التشريح الروتيني، أصيبوا بالحيرة مما شاهدوه.
فقد كان كبد المرأة المسنة وأعضائها البطنية معكوسة من اليمين إلى اليسار، ولكن قلبها ظلّ في الجانب الأيسر من صدرها.
ومن الواضح أنّها كانت تعيش حالة نادرة جدا لانقلاب وضع الأحشاء تعرف باسم "invusus situs with levocardia"، دون أن تعلم بذلك طوال حياتها.
وتحدث هذه الحالة مرة واحدة كل 22 ألف ولادة، وغالبا ما ترتبط بمشاكل قلبية تهدد الحياة وغيرها من العيوب.
وكانت بنتلي تعاني أيضا من خلل يسمى فتق الحجاب الحاجز، المتمثل في بروز جزء من المعدة من خلال الحجاب الحاجز، وهو عضلة رقيقة تفصل البطن عن الصدر.
وتعد حالة بنتلي الأطول عمرا من بين المصابين بهذا التشوه الخلقي، واكتشفت هذه الحالة عندما شق وارن نيلسون، الطالب في السنة الثانية بجامعة أوريغون للصحة والعلوم التجويف الصدري لفحص القلب.
وكانت الأعضاء الحيوية لبنتلي مثل الكبد والطحال والمعدة والأمعاء، معكوسة كما لو كان الطلاب ومدرسوهم ينظرون في مرآة، فيما بقي القلب في مكانه، وقد ساعد الأستاذ المساعد في علم التشريح، كام ووكر، طلابه في فك اللغز المحير لحالتها، وتوضيح هذا التشويه النادر الذي كانت مصابة به.
ووفقا لأسرة بنتلي، فإن المرأة التي ولدت في العام 1918 وعملت ممرضة خلال الحرب العالمية الثانية، عاشت حياة صحية ولم تشتك من أي أمراض مزمنة، باستثناء التهاب المفاصل وحرقة المعدة التي لم تكن تستدعي تشخيص أحشائها، وبالتالي لم تعرف عن إصابتها بهذه الحالة النادرة طوال حياتها.