تلجأ شركة أمازون إلى تدمير الملايين من البضائع الجديدة غير المباعة، بما في ذلك أجهزة التلفزيون، واللعب، والكتب، وحفاضات الأطفال، وذلك وفقًا لفيلم وثائقي لمحطة التلفزيون الفرنسية M6.
واكتشف الصحفيون، الذين تظاهروا بأنهم عاملون في أحد مستودعات الشركة الضخمة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، منطقة مخصصة تسمى “منطقة التدمير”، حيث وضعت الأشياء في سلة المهملات.
وصور الصحفيون بشكل سري الموظفين الذين يجهزون العناصر، بما في ذلك الألعاب، ومعدات المطبخ، وأجهزة التلفزيون ذات الشاشات المسطحة غير المستخدمة، لنقلها إلى المكب.
ورصدت طائرة بدون طيار مزودة بكاميرا شاحنة مكتظة بالبضائع الاستهلاكية الباهظة الثمن تخرج من مستودع أمازون إلى مركز التخلص من النفايات، حيث يتم تفريغ حمولات الشاحنة المليئة بالبضائع، التي ما يزال الكثير منها في علب التغليف، في مواقع المكب المترامية الأطراف.
وركز التحقيق الفرنسي على نشاط أمازون في فرنسا، لكن هذه الممارسات متبعة أيضًا في بريطانيا، وعندما تساءل الصحفي، الذي يتظاهر بأنه عامل في مستودع أمازون في ميدلاندز، حول ما يحدث للبضائع غير المباعة، أجابه أحد المديرين: “يتم إرجاع البعض ويتم تدمير البعض الآخر”.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وطرحت صحيفة بريطانية عددًا من الأسئلة التفصيلية على شركة أمازون، بما في ذلك ما إذا كانت تدمر البضائع غير المستخدمة في المملكة المتحدة، لكن الشركة رفضت الإجابة بشكل متكرر.
وقال المتحدث باسم أمازون: “بالنسبة للمنتجات غير المباعة، فإننا نتشارك مع عدد من المؤسسات الخيرية، بما في ذلك In Kind Direct، التي تعمل مع المنظمات غير الربحية لتوزيع البضائع على الجمعيات الخيرية في جميع أنحاء المملكة المتحدة”.
وأوضح الفيلم الوثائقي أن عملاقة البيع بالتجزئة تتقاضى مبلغًا يصل إلى 28 دولارًا أمريكيًا من الشركات مقابل تخزينها منتجاتهم ضمن متر مربع واحد، لكن هذه التكلفة تقفز إلى 560 دولارًا أمريكيًا للمساحة نفسها بعد ستة أشهر، و 1120 دولارًا أمريكيًا بعد عام.
وأشار رجل أعمال إلى أن أمازون طالبت شركته بمبلغ 22 دولارًا للعنصر مقابل إعادة البضائع، بينما انخفض الرقم إلى 14.3 سنتًا مقابل تدميرها، وقال: لا يوجد خيار في حال عدم بيع المنتجات سوى الدفع لأمازون لتدميرها بسبب عدم القدرة على تحمل تكاليف إعادتها أو الاستمرار في تخزينها.
وقالت ماري كريج Mary Creagh، رئيسة لجنة التدقيق البيئي في برلمان المملكة المتحدة: في الوقت الذي يكافح فيه الملايين من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية وتوفير الخدمات الأساسية اليومية، فإنه من المعيب أن يتم تدمير المنتجات غير المستخدمة في وقت يمكن تقديمها إلى المحتاجين.
وأفاد الفيلم الوثائقي، الذي تم بثه في شهر يناير، أن أحد أصغر مستودعات أمازون في فرنسا قد أرسل خلال فترة تسعة أشهر 293 ألف عنصر إلى المكب، وأوضحت الوثائق أن أكثر من ثلاثة ملايين منتج قد دمرت في فرنسا العام الماضي.
وأوضح تشونغ وانغ تشنغ Zhongwang Zheng، رئيس شركة قرطاسية صينية، كيف دمرت أمازون في فرنسا المئات من بضائعه غير المباعة، وأضاف أن شركته لديها منتجات في مستودعات أمازون في المملكة المتحدة، والتي سيتم تدميرها أيضًا.
وقال: “ستبدأ أمازون بعد حوالي ستة أشهر أو سنة في فرض رسوم التخزين المرتفعة جدًا إذا لم يتم بيع البضائع، لذا إما أن تقوم أمازون بالتخلص من البضائع أو إعادة شحنها إلى الصين، مع العلم أن تكلفة شحنها مرتفعة للغاية بالنسبة لمصنع مثل مصنعنا، وتنصحنا أمازون بتدمير المنتجات، ووجهة نظري الشخصية هي أنه يجب عليها التبرع بها للجمعيات الخيرية بدلاً من التخلص منها”.