يواجه ثمن هواتف آيفون من شركة آبل زيادة حادة مع تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما قد يلحق ضررًا بشركة آبل وعملائها.
ووفقًا لتقرير صادر عن شركة الخدمات المصرفية الاستثمارية مورجان ستانلي Morgan Stanley، فإن المحللة كاتي هوبرتي Katy Huberty تقدر أن التعريفة الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب Donald Trump، البالغة 25 في المئة على ما قيمته 200 مليار دولار من البضائع الصينية الصنع يمكن أن تضيف حوالي 160 دولارًا إلى ثمن جهاز iPhone XS الصيني الصنع، والذي يبدأ بسعر 999 دولارًا.
وقد تحمي آبل المستهلكين من ارتفاع أسعار هواتف آيفون عبر تحملها للزيادة في التكلفة، مما قد يؤدي إلى انخفاض في ربحية السهم بنسبة 23 في المئة خلال عام 2020.
وأدت المخاوف بشأن النزاع التجاري إلى هبوط سعر سهم الشركة بنسبة تقارب 6 في المئة، ليصل إلى حوالي 185 دولارًا، وهو أكبر انخفاض في سعر سهم الشركة منذ عام 2013، مع العلم أن سعر السهم انخفض منذ بداية الشهر بنسبة 11 في المئة.
وفي أنباء سيئة أخرى لشركة آبل، فقد سمحت المحكمة العليا في الولايات المتحدة يوم أمس الاثنين باتخاذ إجراء رئيسي ضد الاحتكار، إذ قضت المحكمة بأنه ينبغي منح المدعين في الدعوى الجماعية الفرصة لمحاولة إثبات أن شركة آبل تستخدم قدرتها الاحتكارية لرفع أسعار تطبيقات آيفون.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وانخفضت شحنات أجهزة آيفون إلى أمريكا الشمالية، أكبر سوق لشركة آبل، بنسبة 19 في المئة، ليصل عدد الشحنات إلى 14.6 مليون وحدة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
وقد تؤثر التعريفات الجمركية أيضًا على مبيعات آيفون في الصين، أكبر سوق للأجهزة المحمولة في العالم، حيث تسيطر آبل على ما نسبته 7.4 في المئة من مجمل السوق، وذلك بعد أن شهدت المبيعات انخفاضًا بنسبة 25 في المئة خلال الأشهر الستة الماضية، وحققت آبل 51 مليار دولار في عام 2018 من إيرادات الصين الكبرى، التي تشمل هونج كونج، وتايوان.
وأعلنت الصين يوم أمس الاثنين عن خطط لتطبيق رسوم بنسبة 25 في المئة على 2493 منتجًا من المنتجات الأمريكية، ابتداء من الأول من شهر يونيو.
واتهم الرئيس الأمركي دونالد ترامب الصين بالتراجع عن اتفاقها مع المسؤولين التجاريين الأمريكيين، ونشر تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر محذرًا من أنه يجب على الصين عدم الانتقام لأن الأمور سوف تزداد سوءًا.
وأصابت التوترات التجارية الأسهم الأمريكية على نطاق واسع، وكانت أسهم آبل وبوينج من الأكثر تضررًا، وقال بنك جولدمان ساكس Goldman Sachs في مذكرة بحثية: إن الصدام بين أمريكا والصين قد يرفع الأسعار على المستهلكين بشكل أكبر ويضعف النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وحاول تيم كوك Tim Cook، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، التخفيف من حدة التوترات، ووصف العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين بأنها كبيرة ومعقدة وتتطلب مستوى من التركيز والتحديث والتجديد.
وكثفت شركة آبل من جهودها للإنتاج في الصين، وعلى عكس شركة سامسونج الكورية الجنوبية، التي تمتلك مصانع في فيتنام والصين والهند والبرازيل وإندونيسيا وكوريا، فإن آبل تستخدم سلسلة إمداد صينية لجميع منتجاتها، من أجهزة آيفون إلى آيباد وماك.
ودعا ترامب يوم أمس الاثنين الشركات للعمل في الولايات المتحدة أو على الأقل بعيدًا عن الصين، لكن بالنسبة لشركة آبل، فإن نقل الإنتاج بعيدًا عن شركة التصنيع العملاقة فوكسكون FoxConn لن يكون مكلفًا فحسب، بل قد يستغرق عدة سنوات حتى يكتمل، على حد قول المحللين.