تواجه شركة جوجل مخاوف متعلقة بالخصوصية بعد أن أعلنت، في تطور مفاجئ أنها ستتخلص بشكل كامل من حسابات Nest، بالنسبة للمستخدمين الجدد، بالإضافة إلى حث المستخدمين الحاليين على الانتقال إلى حساب جوجل موحد؛ للحصول على تجربة سلسة بشكل أفضل.
وكجزء من القرار، سيتم إجبار المستخدمين الحاليين لأجهزة تنظيم الحرارة الذكية من Nest، وكاميرات الأمان، وغيرها من المنتجات، على نقل معلوماتهم إلى حساب جوجل.
وكانت عملاقة البحث قد أعلنت خلال مؤتمرها السنوي للمطورين Google I/O 2019، الذي انعقد الأسبوع الماضي، عن إعادة هيكلة واسعة لمجموعة منتجات المنزل الذكي، بحيث أصبح القسم يسمى Google Nest.
وجاء أحدث تغيير نتيجة لعملية إعادة الهيكلة، التي جمعت فريقي Nest، و Google Hardware، في شهر فبراير من العام الماضي.
ولفت الإعلان انتباه بعض المستخدمين والخبراء، الذين يقولون: إنه يمنحهم تحكمًا أقل في مستقبل بياناتهم على أجهزة Nest، ومن ثَمَّ فإن خصوصيتهم معرضة للخطر، مع تحذير جوجل من أنه في حال اختار مستخدمو Nest عدم إنشاء حساب جوجل، فسيفقدون الخدمات، والتحديثات المستقبلية.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وكانت Nest قد تعهدت، عندما حصلت عليها جوجل في عام 2014 مقابل 3.2 مليارات دولار، بالاحتفاظ بالبيانات التي تجمعها عن مستخدميها بشكل منفصل عن خدمات جوجل الأخرى.
وقال توني فادل Tony Fadell، المؤسس المشارك، والرئيس التنفيذي السابق لشركة Nest، لوكالة بي بي سي BBC في شهر يوليو 2015: “عندما تعمل مع Nest، وتستخدم منتجات Nest فإن هذه البيانات لا تذهب إلى جوجل، أو أي وحدة من وحدات أعمالها الأخرى، وعند الحديث عن كوننا أصبحًا ملكًا لجوجل، فإن هذا لا يعني أن البيانات مفتوحة للجميع داخل الشركة، أو حتى أي مجموعة أعمال أخرى”.
وقالت Nest في مقال نشرته للحديث حول هذا التحول: “نحن نوصي بشدة جميع مستخدمينا بترحيل الحساب إلى جوجل، وسيؤدي امتلاك حساب واحد إلى تمكين أجهزة وخدمات Nest، و Google Home، من العمل بشكل أكثر سلاسة”.
وأضافت “على سبيل المثال، إذا كان لديك جهاز تنظيم الحرارة من Nest، وجهاز Google Home، فإن بإمكانك القول: “يا جوجل، اجعل الطقس أكثر دفئًا”، لرفع درجة الحرارة دون أي خطوات إضافية”.
وتوضح عملاقة البحث أنها لن تستخدم التسجيلات الصوتية، ومقاطع الفيديو، التي تجمعها أجهزة Nest بغرض استهداف الإعلانات، أو العروض الترويجية، وبالمثل، فإن البيانات التي يتم جمعها من أجهزة استشعار Nest، والتي يمكن أن تشمل أشياء، مثل نشاط الحركة، أو درجة حرارة المنزل، لن يتم استخدامها لإنشاء إعلانات، أو عروض ترويجية مخصصة.
ومع ذلك، فإن بإمكان جوجل استخدام تلك البيانات والمعلومات لتحسين خدماتها، وتخصيصها، وتطوير خدمات جديدة، إلى جانب تنبيه المستخدم حول المنتجات، والخدمات، والتحديثات ذات الصلة.
وتعهدت Nest بعدم مشاركة البيانات من منتجاتها مع خدمات جوجل غير المرتبطة، وقالت: “لا يتم في هذا الوقت استخدام هذه البيانات لتخصيص خدمات جوجل الأخرى غير المرتبطة بتجربتك المنزلية المتصلة، وسنواصل العمل لتقديم ميزات وتجارب جديدة، ومزيد من عمليات الدمج عبر خدمات جوجل الأخرى، وسنكون شفافين عندما نفعل ذلك، ونمنحك عناصر تحكم لإدارة معلوماتك”.
وعلى الرغم من أن هذا التحول يعد مناسبًا، إلا أنه لا يعني الجمع بين مجموعتين هائلتين من المعلومات، التي كانت منفصلة سابقًا فقط، بل المخاطرة بتكرار مخاوف الخصوصية، التي أصبحت واضحة في أعقاب استحواذ شركة فيسبوك على واتساب وإنستاجرام.