تواصل شركة فيسبوك معاناتها مع الآثار المترتبة على فضيحة كامبريدج أناليتيكا Cambridge Analytica، إذ لم تؤثر سلسلة الفضائح على معنويات الموظفين الحاليين فقط، بل من المحتمل أن تجعلها تكافح من أجل أن توظف في المستقبل مواهب جديدة ضمن ما كان يُعتبر في السابق أحد أفضل الأماكن للتوظيف في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
ووفقًا لما أوردته سي إن بي سي CNBC، فقد انخفض معدل قبول عروض العمل في فيسبوك بشكل كبير بعد أن كشفت في شهر مارس الماضي عن أن بيانات ما يصل إلى 87 مليون مستخدم للشبكة الاجتماعية قد تم استخدامها بشكل غير صحيح بواسطة كامبريدج أناليتيكا لاستهداف الأشخاص بشأن حملة دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية لعام 2016.
وشهدت فيسبوك انخفاضًا كبيرًا في الاهتمام بوظائفها من قبل المرشحين الجدد المحتملين ضمن أفضل الكليات والجامعات الأمريكية، مثل ستانفورد Stanford، وكارنيجي ميلون Carnegie Mellon.
وانخفض معدل قبول وظائف فيسبوك بدوام كامل المعروضة على الخريجين الجدد من 85 في المئة في المتوسط للعام الدراسي 2017-2018 إلى ما بين 35 و 55 في المئة اعتبارًا من شهر ديسمبر، وذلك وفقًا لموظفي التوظيف السابقين ضمن فيسبوك.
وجاء الانخفاض الأكبر من جامعة كارنيجي ميلون، التي تفتخر بأنها واحدة من أفضل الجامعات لدراسة علوم الحاسب في الولايات المتحدة، حيث انخفض معدل قبول المرشحين الجدد إلى 35 في المئة.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
كما ذُكر أن هناك انخفاضًا في معدلات قبول وظائف فيسبوك بين مهندسي البرمجيات المرشحين لشغل وظائف ضمن فرق منتجات الشركة، وانخفضت معدلات القبول بين هذه الفرق من حوالي 90 في المئة في أواخر عام 2016 إلى ما يقرب من 50 في المئة في بداية هذا العام.
ووفقًا لقناة سي إن بي سي CNBC، فقد شككت شركة فيسبوك بالتقارير، وقالت: إن هذه الأرقام خاطئة تمامًا، كما أشار المتحدث الرسمي باسم الشركة، أنتوني هاريسون Anthony Harrison، إلى أن العدد الإجمالي لموظفي فيسبوك قد زاد بنسبة 36 في المئة على أساس سنوي حتى نهاية الربع الأول من عام 2019.
وقال: نحن نوظف أفضل المهندسين في العالم للعمل في فيسبوك، ونوظف المزيد من المهندسين أكثر من أي وقت مضى، وجاء حوالي ثلثي المرشحين لشغل وظائف مهندسين لدينا هذا العام من كليات كارنيجي ميلون، وستانفورد، وارتفعت نسبة العروض المقبولة من قبل المهندسين في عام 2019 بشكل عام، ونواصل تحقيق أهداف التوظيف الهندسية لدينا وواثقون من أنها ستستمر.
وخسرت فيسبوك في شهر يوليو الماضي 119 مليار دولار من قيمتها السوقية – أكبر انخفاض على الإطلاق لشركة مدرجة في البورصة خلال يوم واحد – بعد أن اعترفت بفقدانها 3 ملايين مستخدم في أوروبا بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا.
وانتقد كريس هيوز Chris Hughes، المؤسس المشارك لفيسبوك، الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرج Mark Zuckerberg، كما دعا إلى تقسيم فيسبوك بعد مشكلات تتعلق بالبيانات والخصوصية والتدخل في الانتخابات.
وتعكس أخبار مشكلات فيسبوك المتعلقة بتوظيف المواهب الجديدة تقريرًا سابقًا يسلط الضوء على مشاعر الموظفين الحاليين الذين تأثروا أيضًا بسلسلة من الفضائح، إذ أظهر استطلاع داخلي حصلت عليه صحيفة وول ستريت جورنال العام الماضي أن 52 في المئة من موظفي فيسبوك قالوا: إنهم متفائلون بشأن مستقبل الشركة، مما شكل انخفاضًا حادًا من نسبة 84 في المئة خلال عام 2017.
ويعتقد حوالي 53 في المئة من الموظفين – ضمن استطلاع الرأي – أن الشركة جعلت العالم أفضل، وهو انخفاض كبير من نسبة 72 في المئة خلال عام 2017.