لم يعد امتلاك المتاجر الإلكترونية مقتصرًا على كبار الشركات العاملة في مجال التجارة الإلكترونية مثل: أمازون، وعلي بابا، وغيرها، ولكن تطور الأمر ليشمل الشركات الصغيرة، والمتوسطة بمختلف تخصصاتها، كما انتشرت المتاجر الإلكترونية، التي يديرها أفراد يعملون من منازلهم، أو من متاجر صغيرة.
الجدير بالذكر أن إنشاء متجر إلكتروني مربح – بغض النظر عن كونك تبيع منتجات أو خدمات – لكنه يواجه العديد من التحديات، حيث إن مراحل الإنشاء الرئيسية تَشمل: تصميم موقع ويب مخصص للمتجر، وجذب الزوار إليه، ثم تحويل هؤلاء الزوار إلى عملاء.
وللعلم فإنه يجب عليك مراعاة العديد من العوامل أثناء تأسيس موقع متجرك الإلكتروني، وأهمها مراعاة أفضل ممارسات الأمان، لأن التغاضي عن هذا العامل سيعرض عملك بالكامل للخطر. إذا كنت لا تعطي الأولوية للأمن الإلكتروني داخل مؤسستك، أو موقعك على الويب، فأنت تقدم فرصة ذهبية للقراصنة، لاختراق وتهديد استمرار عملك في السوق.
فيما يلي 7 عوامل مهمة لأصحاب المتاجر الإلكترونية:
1- اختيار خدمة استضافة آمنة:
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
بصفتك أحد أصحاب المتاجر الإلكترونية فأنت مسؤول عن جميع بيانات العملاء المخزنة على الموقع والخوادم، بما في ذلك؛ البريد الإلكتروني، وبطاقات الائتمان، وتواريخ المعاملات، ولكن من المستحيل الحفاظ على هذا النوع من المعلومات السرية آمنًا إذا لم تتمكن من الوثوق بالخادم، والمنصة التي تستضيف موقعك.
للمنافسة في عالم البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، يجب أن تستثمر في خدمة استضافة سحابية تتمتع بالأمان، والقوة العالية، حيث إن الاعتماد على مركز بيانات مشترك يزيد من صعوبة الحفاظ على أمان بياناتك، وهذا أكثر شيء قد يضر بعملك، وبناءً عليه فإذا اخترت شركة استضافة رخيصة وغير موثوق بها، فلن تحصل على أداء سيئ فحسب، بل قد يتأثر أمان موقعك بشكل سلبي أيضًا.
اختيار خدمة الاستضافة الجيدة سيُعطي موقعك الإلكتروني دفعة قوية، تساهم في تحسين موضعه في نتائج محركات البحث، بالإضافة إلى تحسين تجربة المستخدم كنتيجة للأداء الجيد للموقع، وهو ما سيكون له مردود إيجابي مباشر على ارتفاع عدد الزوار والعملاء.
2- إضافة حماية SSL:
لا يقتصر تأمين استضافة موقع الويب المخصص للمتجر الإلكتروني على اختيار مزود استضافة موثوق به فقط، حيث إنه في كل مرة يقوم فيها العميل بإدخال كلمة مرور، أو رقم بطاقة ائتمان على موقع الويب الخاص بك، فإنه يتعرض لخطر استيلاء القراصنة على تلك المعلومات.
لتوفير راحة البال لك، ولعملائك، ولتحسين الظهور في محركات البحث، من المهم القيام بتفعيل بروتوكول الحماية SSL على موقع الويب الخاص بك، ويُعرف هذا البروتوكول باسم SSL – Secure Socket Layer، وهو يحمي المعاملات عبر الإنترنت، عن طريق الحفاظ على سرية البيانات أثناء انتقالها عبر المواقع من خلال التشفير، بمعنى آخر فإن بيانات العميل ستكون غير مرئية للقراصنة.
الكثير من الناس يستخدمون الإنترنت عبر شبكات واي فاي عامة غير موثوقة، وربما غير آمنة، مما يجعل بياناتهم الشخصية متاحة لأي شخص، ولكن مع استخدام تشفير SSL، لا يمكن فك تشفير البيانات المسروقة.
3- تشفير بيانات العميل:
باستخدام بروتوكول الحماية SSL؛ فأنت تحمي بيانات العميل المتدفقة بين الخادم ومتصفح العميل، ولكن هذا لا يمنع القراصنة من محاولة التسلل إلى الأنظمة الخلفية، وسرقة المعلومات مباشرة من المصدر، لهذا السبب من الضروري وجود أدوات تشفير لحماية قواعد البيانات، والخوادم الخاصة بك.
من غير المحتمل أن تسمح لك خدمة الاستضافة بالبدء في تثبيت برمجيات أمان في الخادم الخاص بها، ولكن يجب عليك طرح الأسئلة حول خيارات الأمان التي ستحصل عليها، قبل الاشتراك في خدمة الاستضافة، حيث يجب تشفير جداول قاعدة البيانات، لحماية عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف وكلمات المرور، وأرقام بطاقات الائتمان.
4- اختبر نقاط الضعف باستمرار:
تَعطُّل مواقع المتاجر الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى خسارة كبيرة جدًا. لأنه إذا لم يستطع عملاؤك الوصول إلى موقعك بشكل موثوق، فهذا يعني خسارة في الإيرادات. ولهذا السبب؛ يجب أن تكون استباقيًا قدر الإمكان في البحث عن نقاط الضعف المحتملة، قبل أن يستغلها شخص آخر.
تتضمن العملية المعروفة باسم اختبار الاختراق Penetration Testing تعيين شركة أمن خارجية، تقوم بهجوم إلكتروني محاكٍ لما يقوم به القراصنة، للتحقق من نقاط الضعف القابلة للاستغلال، وإذا وجدوا أي نقطة ضعف في موقعك، أو إحدى قواعد البيانات المرتبطة به، فسوف يقومون بتنبيهك للمشكلة، وتقديم توصيات لتصحيح الخلل.
5- التوافق مع قوانين حماية البيانات:
أصبحت خصوصية المستخدمين إحدى أبرز التوجهات التقنية العالمية خلال عام 2018، حيث دخلت اللائحة العامة لحماية البيانات GDPR حيز التنفيذ يوم 25 مايو 2018، وهي قانون خصوصية صادر عن الاتحاد الأوروبي؛ لمنح المستخدمين القدرة على التحكم في بياناتهم الشخصية عبر الإنترنت، وقد أثرت هذه اللائحة بشكل مباشر على كيفية تعامل مواقع الإنترنت كلها مع بيانات المستخدمين.
بموجب قواعد لائحة حماية البيانات GPDR؛ يجب أن يقوم أي موقع ويب متاح للمستخدمين الأوروبيين بإدارة البيانات وفقًا لها، لذلك يجب إخطار العملاء بكيفية مشاركة بياناتهم، وتنبيههم في حالة حدوث خرق أمني، حيث إن الفشل في التوافق مع قواعد هذه اللائحة يمكن أن يؤدي إلى غرامات وعقوبات كبيرة.
6- النسخ الاحتياطي للبيانات:
تحتاج كل مواقع التجارة الإلكترونية إلى وضع خطة طوارئ؛ للتعامل بشكل مناسب مع المشاكل المفاجئة، مثل: حدوث أي هجوم إلكتروني كبير، أو انقطاع الخدمة، والهدف من ذلك هو استعادة موقع الويب الأساسي، وقواعد البيانات المرتبطة به، والعودة للعمل بشكل طبيعي في أسرع وقت ممكن.
يجب أن يكون لدى مؤسستك سياسة نسخ احتياطي صارمة لجميع قواعد البيانات الرئيسية، حيث تُشدد أفضل الممارسات في هذا الشأن على وجوب أخذ أكثر من نسخة احتياطية على خوادم عالمية متعددة، حتى إذا تعطلت قاعدة البيانات الأساسية الخاصة بك في منطقة ما، يمكنك نقل العمل إلى أخرى بسرعة.
7- استخدام تنبيهات التهديد اللحظية:
هناك مقولة شائعة تقول: “المعرفة قوة”، وينطبق ذلك على تأمين مواقع الويب، بما فيها مواقع التجارة الإلكترونية، خاصة فيما يتعلق بالتعامل المبكر مع أي من محاولات الاختراق والبرمجيات الضارة، التي تستهدف تلك المواقع.
فكلما علمت مبكرًا بوجود تهديد كان ذلك أفضل، وهذا أحد الأسباب الرئيسية للتفكير في الاستثمار في إحدى خدمات مراقبة مواقع الويب. وبالرغم من أن رسوم الاشتراك المرتبطة بموقع التجارة الإلكترونية قد تكون مرتفعة بعض الشيء، إلا أن هذا الأمر يستحق التفكير فيه لضرورته.