تدرس الولايات المتحدة فرض عقوبات شبيهة بعقوبات شركة هواوي على عملاق المراقبة الصيني هيكفيجن Hikvision فيما يتعلق بقدرته على شراء المنتجات الأمريكية، مما يعمق المخاوف من أن المشاكل التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم يمكن أن تزداد.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها، نقلا عن أشخاص على دراية بهذه المسألة، أن القيود ستحد من قدرة هيكفيجن على شراء التكنولوجيا الأمريكية، وقد تضطر الشركات الأمريكية إلى الحصول على موافقة الحكومة لتزويد الشركة الصينية بالمكونات.
وفي ظل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإضافة شركة هواوي إلى القائمة التجارية الأمريكية، التي تهدد بإيقاف نشاط شركة الاتصالات الصينية العملاقة خارج الصين، فإنها تدرس الآن قيودًا مماثلة على هيكفيجن.
واتهمت الولايات المتحدة شركة هواوي بأنشطة مخالفة للأمن القومي، وهو ما تنفيه شركة هواوي، ومع ذلك، فقد منحت إدارة ترامب الشركة هذا الأسبوع مهلة مؤقتة لمدة 90 يومًا لشراء السلع الأمريكية لتقليل تعطل العملاء، تنتهي بتاريخ 19 أغسطس.
وقالت متحدثة باسم هيكفيجن: إن الشركة تعمل مع الحكومة الأمريكية بشأن مخاوف حقوق الإنسان المتعلقة بالمراقبة منذ شهر أكتوبر من العام الماضي، وتأخذ هيكفيجن الأمن السيبراني على محمل الجد، ونحن نتبع جميع القوانين واللوائح في الأسواق التي نعمل بها.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وواجهت الصين إدانة عالمية متنامية لإقامة منشآت في المنطقة الغربية من شينجيانغ، والتي وصفها خبراء الأمم المتحدة بأنها مراكز اعتقال جماعية تضم أكثر من مليون شخص من أقلية الأويغور وغيرهم من المسلمين، إلى جانب المراقبة الجماعية الواسعة النطاق.
وتُعد هيكفيجن – التي تبلغ قيمتها السوقية أكثر من 37 مليار دولار – واحدة من أكبر الشركات المصنعة لمنتجات المراقبة بالفيديو في العالم، وهي أساسية لطموحات الصين لتكون أكبر مصدر عالمي لأنظمة المراقبة، وتُستخدم منتجاتها في الأماكن العامة في الصين، من بكين إلى شينجيانغ.
وتبيع هيكفيجن منتجات CCTV، والكاميرات الحرارية، وكاميرات المرور، والمركبات الجوية غير المأهولة، وقد تطلب وزارة التجارة الأمريكية من الشركات الأمريكية الحصول على موافقة الحكومة لتزويد هيكفيجن بالمكونات، مما يحد من وصولها إلى التكنولوجيا التي تساعد على تشغيل معداتها.
وأشار تقرير منفصل صادر عن وكالة بلومبرج إلى أن الولايات المتحدة تدرس وقف وصول التكنولوجيا الأمريكية الحيوية إلى ما يصل إلى خمس شركات مراقبة فيديو صينية، بما في ذلك هيكفيجن Hikvision، وتشجيانغ داهوا Zhejiang Dahua لصناعة المعدات الأمنية.
وقال مسؤول تنفيذي في Hikvision: إذا توقفت الولايات المتحدة عن بيع المكونات لنا، فيمكننا التعامل مع ذلك من خلال موردين آخرين، إذ إن الرقاقات المستخدمة من قبلنا تجارية للغاية ومعظم الموردين موجودون في الصين، لكنها أضافت أنه لم يتم إخطار الشركة بأي قائمة سوداء أمريكية محتملة.
وقلل محللون من تأثير الحظر المحتمل على هيكفيجن، قائلين: إن الولايات المتحدة تمثل حوالي 5 في المئة من مبيعات الشركة، إذ يتم بيع معظم حلول الذكاء الاصطناعي إلى القطاعات الحكومية والعامة والمؤسسات في الصين، وإن Hikvision قد تكون قادرة على الحصول على وحدات معالجة الرسوميات المطلوبة عبر الموزعين المحليين.
وفي أعقاب تقارير عن إمكانية إدراج هيكفيجن – المملوكة بنسبة 42 في المئة من قِبل شركات مملوكة للحكومة الصينية – ضمن القائمة السوداء، فقد حثت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة على توفير بيئة عادلة للشركات الصينية.
وقال لو كانغ Lu Kang، المتحدث باسم الوزارة: أعربنا في الآونة الأخيرة عن معارضة الصين لإساءة استخدام الولايات المتحدة للسلطة من أجل تشويه سمعة شركات الدول الأخرى، بما في ذلك الشركات الصينية، مضيفًا أن الصين تطالب شركاتها بالالتزام بالمعايير الدولية عند الاستثمار في الخارج، لكن في الوقت ذاته نطالب الدول الأخرى دائمًا بمنح الشركات الصينية معاملة عادلة وغير تمييزية.