اعتبر ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، ان "التوتر الأمني القائم على الحدود الشمالية والجنوبية يعني أن حماس وحزب الله ترصدان السلوك الإسرائيلي، وفيما تسعى الأولى لتحقيق المكتسبات المادية والمعيشية في غزة، فإن الثاني يريد الانتقام من اغتيال أحد مقاتليه في سوريا، فيما إسرائيل ترد بحذر عليهما للحفاظ على مسيرة التطبيع مع الدول العربية".
وأضاف يوني بن مناحيم في لقاء مع موقع "ميدا" أن "الأسابيع الأخيرة التي شهدت التوترات على الحدود الجنوبية، مع تزايد إطلاق البالونات الحارقة، وعودة مشاهدة المناطق الزراعية والغابات المحترقة، وردود سلاح الجو في قطاع غزة، تشير إلى أننا أمام خطوة مخططة مسبقا من قبل حماس، وهي تريد مواجهة مع إسرائيل، لكنها تفهم أن الوقت الحالي مناسب للضغط عليها للحصول على المزيد من التنازلات".
ولفت بن مناحيم، الخبير بالشؤون العربية، والباحث بمعهد القدس للشؤون العامة والدولية، إلى أنه "حتى أسابيع قليلة مضت، ركزت حماس على مهمة نسف خطة الضم الإسرائيلية، ولكن بمجرد حذف القضية من جدول الأعمال، وحلول الاتفاق مع الإمارات مكانه، قررت حماس أن الوقت مناسب واعتقدت أنه من الأفضل لها عدم الانتظار حتى اللحظة الأخيرة".
وأوضح أن "القرار الإسرائيلي تجاه التعامل مع قطاع غزة يوصي بالتركيز على الساحة الشمالية، مشبراً الى ان بنيامين نتنياهو يتجنب الغرق على جبهتين، ويعتقد أنه من وجهة نظر استراتيجية، فإن المؤسسة العسكرية الإيرانية في سوريا تشكل خطرا أكبر على إسرائيل، وحماس تعرف ذلك جيدا، لذا فهي تسمح لنفسها بتخطي حدود التصعيد والانتقال مباشرة إلى المواجهة".
وزعم أن "الحل الوحيد على المدى الطويل هو عملية عسكرية واسعة النطاق داخل غزة، على غرار السور الواقي في الضفة الغربية، تستمر عدة أشهر لتدمير كل البنى التحتية العسكرية للتنظيمات المسلحة، لكن بما أننا لا نريد أن نبقى على الأرض، ونتحمل المسؤولية عن الفلسطينيين هناك، فيجب أن يرافق ذلك اتفاق دولي حول نزع السلاح والرقابة حتى بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "حالة الصمت الحالية في معظم الأوقات تسمح لحماس والجهاد الإسلامي بالتصاعد، كما حدث مع حزب الله بعد حرب لبنان الثانية، فإذا لم ندمر بنيتهم التحتية الآن، رغم ارتفاع الأثمان الإسرائيلية، فسيستمرون في النمو، وستكون الحرب في نهاية المطاف حتمية".
أما على صعيد الجبهة الشمالية، فقال بن مناحيم، إن "لبنان غارق في أزمة سياسية عميقة للغاية عقب انفجار مرفأ بيروت، واستقالة الحكومة، ونشب صراع داخلي كبير بجانب العديد من العوامل، وهناك نقاشات طوال الوقت، والدولة تنهار في هذه الأثناء، وحزب الله يستفيد من الأزمة، فلا يزال أقوى قوة عسكرية في البلاد، ولا يمكن تشكيل حكومة دون موافقته".
وأشار إلى أن "حزب الله يحاول الحفاظ على معادلة الدم بالدم، ويسعى للانتقام لمقتل أحد عناصره بسوريا، وحاول التسلل مرتين من جبل دوف، وأخرى من الجولان، ورغم فشله، لكنه سيواصل المحاولة، رغم أنه في الوقت الحالي، لا يستطيع تحميل لبنان حربا جديدة، ولن يجرؤ على فعل ذلك في ضوء التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة، وهو لن يقود لحرب، لكنه سيحاول مواصلة اختبار إسرائيل، وشن هجوم آخر للحفاظ على المعادلة".
وحول تأثير الاتفاق مع الإمارات على مستقبل النزاعات الإسرائيلية الحدودية مع غزة ولبنان، قال بن مناحيم إن "الاتفاق يضع اسرائيل في مأزق من حيث قدرتها على الرد، لأنها تقلل نطاق عملها العسكري، إسرائيل تبذل جهودًا كبيرة لإتمام الاتفاق مع الإمارات بسرعة، وإضافة المزيد من الدول لمساعدة ترامب قبل الانتخابات، لذلك نحن حريصون على عدم الانجرار لمغامرات تقوض الإنجاز الكبير للتطبيع مع الدول العربية".