وفي مقابلة امتدت لـ14 ساعة مع صحيفة "إندبندنت عربية" في قصره في "أبحر" في جدة، لفت بن سلطان إلى أنّ فقدان ثقة السعودية بأوباما يعود إلى كون أوباما "يعد بشيء ويفعل العكس"، إذ تحدث عن تحجيم دور إيران في المنطقة فيما كان تفاوض معها سراً على الاتفاق النووي.
العلاقة بالأسد
وعن الرئيس السوري بشار الأسد والتقارير التي تتحدث عن دور لبن سلطان في سوريا، علّق الأمير قائلاً: "لأنني أعرف بشار قبل أن يصبح شيئاً، ثم بعد ما ظن أنه أصبح شيئاً"، ونافياً ما يُقال عن أدوار له في نشأة "داعش".
كما وصف بن سلطان الأسد بـ "الولد"، قائلا إن والده كان رجلاً محاطاً برجال وقادرا على الحسم، مضيفاً بأنّ لديه عقدة لم يتخلص منها اسمها "باسل حافظ الأسد".
توازياً، روى بن سلطان كيف توسط للأسد لدى الحكومة البريطانية بعد تخرّجه ليحصل على دورة تخصصية في طب العيون في لندن، على حدّ قوله.
وروى بن سلطان تفاصيل لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد الثورة السورية، موضحا أن بوتين قال له إن السعوديين هم من "كبّروا رأس الأسد"، وذلك حين رتبوا له لقاءات مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ومع مسؤولين في البيت الأبيض لدى توليه الرئاسة.
السعودية وإيران
في ما يتعلق بإيران، وصف السفير السعودي السابق في واشنطن شاه إيران بالعدو العاقل مضيفا أنه كان أفضل من صديق جاهل رغم عدم وجود صداقة بيننا. وسرد بندر بن سلطان مواقف بين الشاه والملك فيصل، ومنها رغبة الشاه بضم البحرين إلى إيران كاشفاً تفاصيل الجهود السعودية التي أدت في نهاية المطاف إلى إقناعه بالتنازل عن قراره.
إلى ذلك، اعتبر بن سلطان أنّ الرياض اتخذت خياراً سيئاً بدعم صدام حسين في حربه ضد إيران، موضحا أنها رعت المفاوضات سراً في جنيف بين بغداد وطهران وكذلك في قصر لولي العهد السعودي الراحل ووزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز.
وروى بن سلطان أنه التقى صدفة بقاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، خلال زيارة إلى طهران للقاء رئيس البرلمان الإيراني الحالي علي لاريجاني.
على مستوى أزمة قطر، وصف بن سلطان رئيس وزراء قطر السابق ووزير خارجيتها حمد بن جاسم بـ "خبير نصف الحقيقة"، مستشهداً بموضوع التسجيل المسرّب بين حمد بن خليفة وحمد بن جاسم والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حيث تحدث بن جاسم خلالها عن مخططات لاستهداف السعودية.
وقال بن سلطان إن تبرير بن جاسم لهذا التسجيل هو "إخبار بنصف الحقيقة"، وإن الحقيقة كاملة هي التآمر والتخطيط، وليس كما بررته الدوحة بوصفها الموقف بأنه كان محاولة لاستدراج القذافي واستمالته، على حدّ قوله.
وفي السياق نفسه، رأى بن سلطان أنّ قطر "تعاني من انفصام في سياساتها"، معتبرا أن وجود قاعدة أميركية لا يعني حماية نظام الحكم في الدوحة، نظراً إلى أنّها للاستخدام الأميركي لا القطري.
عن القضية الفلسطينية، اعتبر بن سلطان أنّ الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات ارتكب جريمة بحق القضية الفلسطينية والفلسطينيين برفضه مبادرة السلام وبالحلول التي قدمها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.
