طفلان أميركيان بـ'مصيدة داعش الأخيرة'.. قصة الهروب المباغت

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن طفلين أميركيين ربما يكونان محتجزين في آخر معقل لتنظيم "داعش" شرقي سوريا، في وقت تهاجم فيه القوات الكردية أفراد التنظيم هناك.

ونقلت الصحيفة، الاثنين، عن بشير شكيدر (38 عاما) قوله إن زوجته هربت من منزلهم في ولاية فلوريدا قبل 4 سنوات مصطحبة معها طفليها، للانضمام إلى "داعش" في سوريا.

ولقيت المرأة مصرعها في غارة جوية، لكن يُعتقد أن الأطفال لا يزالون على قيد الحياة في بلدة الباغوز، آخر معقل لتنظيم "داعش" في سوريا، حيث تدور اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية ومن تبقى هناك من مسلحي التنظيم.

وقال شكيدر: "أنا أصلي يوميا لله لكي يعودوا لي". وأضاف: "إنهم أبرياء. كلي أمل أن يعودوا إلي سالمين". وتسلط قصة شكيدر الضوء على الأطفال الذين انتهى بهم المطاف في "مصيدة داعش".

وقد ولد شكيدر في بنغلادش، وانتقل إلى كندا قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة، ويصبح مواطنا قبل عقد من الزمان. وتزوج من امرأة أميركية من بنغلادش، هي رشيدة سمية، ولديه طفلان يوسف وزهرة.

بداية الهروب

وعاشت العائلة بالقرب من ميامي، حيث كان الزوج يعمل في تكنولوجيا المعلومات، لكن حياته انقلبت رأسا على عقب في مارس 2015، عندما غادر لأداء العمرة إلى مكة.

وكان من المفترض أن تأخذ زوجته الأطفال خلال غيابه لزيارة والديها في أورلاندو، لكن عندما توقفت عن الرد على رسائله عبر الهاتف بدأ يشعر بالقلق.

وعندما عاد إلى فلوريدا، علم أن زوجته وأطفاله، وأخت زوجته، قد سافروا إلى تركيا ليعبروا من هناك إلى سوريا للانضمام إلى "داعش".

وبعد بضعة أسابيع، تلقى اتصالا من سوريا بينما كان يقود سيارته على الطريق السريع، وسأله رجل بلهجة بريطانية عما إذا كان والد يوسف وزهرة، فأجابه بنعم. فقال له الرجل إن عائلته في سوريا.

وأعطى الرجل المتصل شكيدر شهرا واحدا لينضم إلى أسرته في سوريا، وإلا فإنه سيفقد زوجته وأطفاله.

وفي وقت لاحق، تلقى رسائل تطلب منه إرسال أموال لأسرته، لكنه لم يفعل ذلك، بعد أن تم إبلاغه بأنه يمكن أن ينتهك القانون الأميركي المتعلق بتقديم الدعم المادي لمجموعة إرهابية.

وثيقة طلاق 

وفي عام 2016، حصل شكيدر على وثيقة طلاق زوجته منه صادرة عن تنظيم "داعش". وقالت الوثيقة إن زوجته طلبت الطلاق لأن شكيدر رفض الانتقال إلى سوريا ولم يرسل أموالا لها.

وعلم فيما بعد أن زوجته تزوجت من جديد وأنجبت ابنة، وفي وقت لاحق قتل زوجها الجديد.

وكان آخر مرة تحدث فيها إلى رشيدة في كانون الأول الماضي، حيث أخبرها أن والدها قد مات في الولايات المتحدة، وتحدثت حينها عن ضربة جوية قريبة أرعبت الأطفال.

واتصلت شقيقة زوجة شكيدر به في 4 شباط، وقالت له إن أطفاله أصيبوا خلال غارة جوية، لكنهم بخير. وفي الشهر الماضي، تلقى شكيدر رسالة تفيد بالعثور على أطفاله في مخيم للاجئين شرقي سوريا.

وسافر شكيدر إلى شمال العراق، وكان ينوي عبور الحدود لاستعادة عائلته، لكن المعارك شرقي سوريا مع التنظيم حالت دون ذلك.