وفي هذا الصدد، تطرقت سليم إلى العلاقة العراقية-الأميركية، مبينةً أنّ المسؤولين العراقيين نجحوا في إرساء توزان حذر: ففيما شددوا على الحاجة إلى القوات الأميركية لتدريب القوات العراقية، نفوا المزاعم الأميركية القائلة بأنّ العراقيين سيسمحون للجيش الأميركي باستخدام وجوده في العراق لمهاجمة إيران.
وعلى مستوى علاقة العراق بالدول العربية، ذكّرت سليم بتصريح سليم الذي أعرب فيه عن رغبة العراق في أن يكون "ساحة للتوافق والمصالحة بين دول المنطقة" وعن سعيه إلى بناء شبكة "مصالح متشابكة" مع جيرانه، تشمل سكك حديد وطرقات سريعة إقليمية وأنابيب نفط ومناطق تجارة حرة.
توازياً، لفتت سليم إلى أنّ الزيارة تأتي في ظل المفاوضات الحكومية الجارية حالياً حول حقيبتي الداخلية والدفاع، وذلك بين الكتلتيْن البرلمانيتيْن اللتيْن يقودهما كل من هادي العامري ومقتدى الصدر. وأوضحت سليم أنّ المسؤولين الإيرانيين بقيادة قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، مارسوا ضغوطاً شديدة لتسمية مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، وزيراً للداخلية؛ مذكرةً بأنّ الأخير زار السعودية مؤخراً لتبديد مخاوف الرياض من علاقاته بإيران.
وفي تحليلها، اعتبرت سليم أنّ هذه العناصر تبرز أسباب تعقيدات العلاقة الإيرانية-العراقية: فمن جهة، يتفاوض العامري، زعيم منظمة "بدر" المقرب من إيران، والصدر، زعيم "التيار الصدري" على التعيينات الحكومية؛ ومن جهة ثانية، يقود سليماني الضغوط الإيرانية لتسمية الفياض وزيراً للداخلية.
وعليه، خلصت سليم إلى أنّه في الوقت الذي يوقع فيه صالح وروحاني على الاتفاقات، يتفاوض الزعماء العراقيون والإيرانيون على اسم وزير الداخلية العراقي الجديد.