صحيفة تكشف: أكثر من نصف الروس يؤيدون إنهاء العملية العسكرية بسوريا

صحيفة تكشف: أكثر من نصف الروس يؤيدون إنهاء العملية العسكرية بسوريا
صحيفة تكشف: أكثر من نصف الروس يؤيدون إنهاء العملية العسكرية بسوريا
أكثر من نصف الروس يؤيدون إنهاء العملية العسكرية في سوريا، وذلك وفقا لما جاء في استطلاعات رأي أجراها مؤخرا مركز ليفادا الروسي المستقل.

وقالت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية في تقرير إن 55 بالمئة من المواطنين الروس الذين شملهم سبر الآراء، يرون أنه من الضروري إيقاف العملية العسكرية في سوريا، في المقابل، كانت نسبة من يحملون وجهة نظر مماثلة قد بلغت 49 بالمئة فقط في آب 2017، كما يعارض 35 بالمئة من الروس السياسة الروسية المعتمدة في سوريا.

وأضافت الصحيفة أن اهتمام الرأي العام الروسي بما يحدث في سوريا سجل تراجعا مستمرا، حيث انخفضت نسبة الروس المهتمين بالشأن السوري من 86 بالمئة إلى 61 بالمئة في ظرف سنة واحدة، إذ يتابع 13 بالمئة منهم آخر التطورات هناك، بينما يكتفي 48 بالمئة بالاطلاع على بعض التفاصيل فقط.

يذكر أن الاستطلاع الذي قام به مركز ليفادا الروسي شمل 1625 روسياً من مناطق مختلفة. وتعليقا على نتائج الاستبيان، ذكر نائب مدير مركز "ليفادا"، دينيس فولكوف، أن تراجع اهتمام الروس بسوريا يعود إلى انتهاء المرحلة النشطة من العملية العسكرية وتراجع التغطية الإعلامية لهذه القضية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في كانون الأول 2017، وخلال زيارته إلى القاعدة العسكرية الروسية في سوريا، كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أمر بسحب الوحدات الروسية، وعلى الرغم من مغادرة جزءا من هذه الوحدات الأراضي السورية، إلا أنه لا يزال هناك وحدة روسية تواصل أداء المهام القتالية، وفي الوقت الراهن، يوجد داخل سوريا قاعدتان عسكريتان روسيتان وهما القاعدة البحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية.

وذكرت الصحيفة أن السلطات الروسية لم تعلن عن مقدار الأموال التي يتم إنفاقها على العملية العسكرية في سوريا، من جانبها، نشرت وسائل الإعلام الغربية في المراحل الأولى من تدخل روسيا في سوريا، أن موسكو تنفق ما بين 2.4 و4 ملايين دولار يوميا في سوريا، ردا على ذلك، صرح بوتين في 17 آذار 2016 أن العملية العسكرية في سوريا تكلف روسيا 478 مليون دولار، أي حوالي 2.87 مليون دولار يوميا، ووفقا لبعض التقديرات، أنفقت روسيا خلال سنتين ونصف من تواجدها في سوريا أكثر من ثلاثة مليارات دولار.

ووفقا لمدير مركز الدراسات السياسية في الجامعة المالية التابعة لحكومة الاتحاد الروسي، بافل سالين، سيكون عدد المعارضين لمواصلة العملية في سوريا أكبر بكثير مما هو عليه الآن في حال ربط الروس بين تكاليف الحملة في سوريا وتدهور الوضع الاقتصادي في بلادهم، أما فيما يتعلق بتراجع اهتمام الروس بما يحدث في سوريا، فعزا ذلك إلى إيلاء الروس المزيد من الاهتمام للمشاكل الاقتصادية، بدلا من السياسة الخارجية.

ونقلت الصحيفة عن سالين اعتقاده بأن السلطات لا تولي اهتماما للرأي العام في ما يتعلق بسياستها الخارجية والعمليات العسكرية، لذلك لن يكون لهذا الاستطلاع تأثير كبير على مصير العمليات الروسية في سوريا، وبالنسبة لتراجع الاهتمام بالعملية العسكرية في سوريا على وجه التحديد، فيعود ذلك إلى تراجع تغطية وسائل الإعلام لهذه الحملة، وانخفاض نسبة الاهتمام بالقضايا الخارجية والتركيز على القضايا الداخلية منذ سنتين.

ووفقا لسالين، يعود السبب في الارتفاع الضئيل في نسبة الروس الذين يريدون إنهاء الحرب في سوريا إلى اعتقاد عامة الشعب بأنه لا وجود لصلة بين التواجد الروسي في سوريا وانخفاض قيمة الدخل، لكن، في حال أدرك الروس مدى ارتباط العمليات العسكرية الخارجية بانخفاض قيمة الدخل، وارتفاع نفقات وجود شركات عسكرية خاصة والمخططات السرية، فضلا عن تكاليف الجيش، فستكون نسبة المعارضين للعملية العسكرية في سوريا مرتفعة للغاية.

وفي السياق ذاته، أضاف سالين أنه "لأسباب واضحة، من بينها تكتم السلطات عن المسائل المالية العسكرية وعدم نشر بيانات في هذا الصدد، فضلا عن إيلاء المواطنين المزيد من الاهتمام للمشاكل الداخلية عوضا عن السياسة الخارجية، تعتبر نسبة الروس المطالبين بإنهاء العملية العسكرية في سوريا منخفضة".

أما في ما يتعلق بتحوّل الرأي العام الروسي من المسائل الخارجية إلى الداخلية، فقد أوضح سالين أن ذلك جاء نتيجة عدم استجابة الحكومة لمطالب الشعب بشكل ضمني، في الوقت الذي يرغب فيه الروس في إيجاد حل للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية بشكل عملي، والتوقف عن تقديم وعود فحسب، وتؤدي عدم الاستجابة لمطالب الرأي العام إلى التساؤل عن الوضع الذي ستؤول إليه روسيا في السنوات المقبلة، لا سيما في ظل حدوث انتقال سياسي.

وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من رغبة الروس في إنهاء الحملة العسكرية، إلا أن بوتين لا يزال شغوفا بالسياسة الخارجية، ويظهر ذلك في الحماس الذي تنبض به عروقه عند التحدث عن القضايا الخارجية، بينما يكتفي بقراءة بعض البيانات إذا تعلق الأمر بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق