في الواقع إنّ صعوبة الأزمة تكمن في أنها تحمل وجوهاً عدّة وتحظى بحسابات معقدة تبدأ من الخليج وتمرّ في الحسابات الأوروبية والدولية وتنتهي في الاستحقاقات الأميركية الداخلية، وفي طليعتها استحقاق الانتخابات الرئاسية أواخر السنة المقبلة.
حين وصل رئيس الوزراء الياباني الى طهران كان الانطباع الدولي الغالب أنّ سكّة المفاوضات بين واشنطن وطهران تحرّكت وبدأت تؤتي ثمارها.
لكنّ مرشد الثورة الإيرانية السيد خامنئي كان قد حضّر لمفاجأة مدويّة. ذلك أنه لم يكن قد تلقى بعد أيّ مؤشر أميركي حسّي ايجابي كمثل العودة عن رزمة العقوبات المشدّدة التي أقرّتها واشنطن مطلع أيار الماضي وأدّت الى انخفاض انتاج النفط الايراني الى ما دون الـ 300 الف برميل يومياً، لا بل على العكس فإنّ دفعة جديدة من العقوبات صدرت لتطاول قطاع البتروكيماويات.
كان البيت الابيض يراهن على انهاك كامل للقرار الايراني نتيجة الواقع الاقتصادي المزري، ما يدفع طهران الى الدخول في مفاوضات من باب ضعيف جداً.
وكانت واشنطن قد قرأت منذ زمن بعيد بأنّ طهران لا تقفل باب المفاوضات، ولكن إدارة ترامب لم تفقه أنّ نظام الملالي في إيران لن يدخل هذه المفاوضات بأيّ ثمن كان.
في السابق فُهم تدخل مرشد الثورة شخصياً لإعادة وزير خارجيته عن قراره بالاستقالة، بأنه مؤشر واضح الى ابقاء أحد ابرز مفاتيح التفاوض جاهزاً وحاضراً.
ولاحقاً صدرت مواقف ايرانية، خصوصاً على لسان الرئيس الايراني نفسه إعتُبرت ايجابية في موضوع التفاوض، لكنّ إيران التي وضعت سقفاً لها لا يمكن العودة عنه بإعادة تصدير نفطها لما يفوق الـ 800 الف برميل يومياً كحدٍّ أدنى غير قابل للبحث، رأت انّ الظروف باتت تسمح لها بإبراز بعض مخالبها.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.