العملية التركية: ترامب تحدى البنتاغون.. وما فعله بالأكراد ليس جديداً!

العملية التركية: ترامب تحدى البنتاغون.. وما فعله بالأكراد ليس جديداً!
العملية التركية: ترامب تحدى البنتاغون.. وما فعله بالأكراد ليس جديداً!
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا للصحافية لارا سيليغمان، قالت فيه إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدى نصائح كبار مستشاريه الأمنيين، بمصادقته على عملية عسكرية تركية في شمال سوريا، مشيرةً إلى أنّه بهذه الخطوة مهّد الطريق أمام هجوم على الأقلية الكردية، وعودة محتملة لـ"داعش".
وأوضحت سيليغمان أن المسؤولين الأمنيين الأميركيين سعوا لإبقاء قوة أميركية صغيرة في المنطقة للاستمرار في العمليات ضد "داعش"، وحماية قوات سوريا الديمقراطية ضد التهديدات التركية المستمرة بالغزو، مستدركة بأن "نصائحهم على ما يبدو لم تجد قبولا".
ونقلت الكاتبة عن المتحدث باسم البنتاغون، جوناثون هوفمان، قوله: "لقد أوضحت وزارة الدفاع لتركيا -كما فعل الرئيس- بأننا لا نصادق على العملية التركية في شمال سوريا"، مشيرا إلى أن وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي "كرروا القول لنظرائهم الأتراك بأن القيام بفعل من طرف واحد يخلق مخاطر لتركيا".
وتابعت سيليغمان بأنّ المسؤولين يقولون بأن هذا القرار فاجأ وزارة الدفاع، مضيفةً بأنّ قيادات البنتاغون أجمعت على معارضة هذا التحرك، بحسب مسؤول كبير طلب عدم ذكر اسمه، وقال المسؤول: "كنا قلقين، لكننا لم نفكر بأن (ترامبٍ) سيستسلم.. فقيادة وزارة الدفاع كلها ضد المصادقة (على العملية التركية) والانسحاب".
وبيّنت سيليغمان أنّ المسؤولين يخشون بأن يفتح قرار ترامب المتهور الباب لعودة "داعش"، ناقلةً عن مسؤول في الإدارة، قوله: "لقد قلبت تركيا عامين من الجهود لهزيمة تنظيم "داعش". ونقلت الكاتبة عن المتحدثة باسم البنتاغون، الملازم كارلا غليسون، قولها بأن مركز العمليات الجوية المشترك ومركز القيادة والسيطرة للعمليات الجوية في الشرق الأوسط، قاما بتنحية تركيا من عملية ترتيب المهمات الجوية، وأوقفت معلومات عمليات التجسس والمراقبة عن أنقرة، الأمر الذي يعني أن تركيا ممنوعة من الأجواء على الحدود السورية، ما يصعب من القيام بهجوم منسق.
وأوضحت سيليغمان أن الأكراد يخشون من أنه دون الوجود الأميركي على الحدود، فإن الأتراك أو القوات التي تدعمها تركيا، سيجتاحون شمال شرق سوريا، ويقتلون المدنيين، كما فعلوا العام الماضي في حملة دموية في عفرين شمال غرب سوريا.
وتابعت سيليغمان أنّ هذه ليست هي المرة الأولى التي يصدر فيها ترامب إشارات بأنه سيتخلى عن الأكراد، ففي تحرك تسبب باستقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس ومبعوثه الخاص للتحالف العالمي ضد تنظيم "داعش"، بريت ماكغيرك، أعلن ترامب في كانون الأول 2018 بأنه سيسحب القوات الأميركية من سوريا، وهو قرار تراجع عنه جزئيا منذ ذلك الحين، وفي تغريدة في كانون الثاني وعد ترامب أردوغان بالسيطرة على منطقة آمنة عرضها 20 ميلا على الحدود.
ولفتت سيليغمانإلى أن عدد القوات الأميركية في سوريا تراجع منذ تلك التغريدة من 2000 إلى حوالي 1000، بحسب مسؤول وزارة الدفاع، بينهم حوالي 150 جنديا في قاعدة التنف، وهي قاعدة نائية في جنوب شرق سوريا بالقرب من الأردن، والبقية في شمال شرق سوريا.

ونقلت سيليغمان عن المسؤول الكبير في الإدارة، قوله: "هدفنا النهائي هو إخراج القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، والسماح للأطراف المختلفة في المنطقة بتقرير مستقبلها.. لكن ليس هذا هو الوقت لمثل هذا التحرك حالا، سنحرك 50 جنديا داخل سوريا".

وأوردت سيليغمان نقلا عن الباحث الزائر لمركز كارنيغي في أوروبا، سنان أولغين، قوله إنه أكثر من أي شيء آخر، فإن التحرك الأميركي يسمح "لترامب بأن يعود إلى قراره الأصلي بالانسحاب الكلي من سوريا".

وختم سيليغمان تقريرها بالإشارة إلى قول أولغين: "إنه لا يرى أن لسوريا أهمية استراتيجية لأمريكا، بالإضافة إلى أنه لم يرد أن ينفر تركيا تماما، في وقت وصلت فيه سياسة الاحتواء تجاه إيران إلى مرحلة حرجة، وفي المحصلة اضطر أردوغان ترامب أن يختار بين تركيا أو وحدات حماية الشعبة الكردية.. يبدو أن ترامب اختار تركيا".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق