افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، 4 مواقع أثرية في وادي قاديشا - بشري، وذلك بحضور رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، وحشدٌ من النواب والقواتيين.
وفي كلمة له، قال الراعي: "عشنا اليوم نهاراً مميزاً واحتفلنا بذكرى القديسة مارينا في وادي قاديشا الذي يضم 17 ضريح لبطاركة. إن لبنان النموذج للشرق والغرب مسؤولية في أعناقنا، وهذا الاحتفال اليوم متناسب من دون احتساب عيد القديسة مارينا، ما يعني أن ما صنعتم من خلال افتتاح هذه المواقع الـ4، أعدتم الحياة من خلاله إلى تاريخنا ووجودنا".
وأضاف: "أريد توجيه تحية كبيرة لمؤسسة الأرز وللنائب ستريدا جعجع رئيستها، لأنه عندما اطلعت على ما أنجزت هذه المؤسسة، أعجبت، والمؤسسة أنجزت حتى في أصعب الظروف، وأعجبت بكل هذا وبالمحسنين والإرادة وبالشعب الذي سبقنا وأعطى معنى لوجودنا".
وأردف الراعي: "عندما ننظر إلى واقعنا وكيف تشوه الكيان اللبناني، وكان له ولادة مميزة عن كل دول المشرق، وكانت السيادة عام 1943 مع الميثاق الوطني ومع البطريرك المناضل صفير الذي أعطانا شفاعاته، كان لبنان محايداً وغير منحاز لأي طرف في المنطقة لا بل صديق كل الدول ومحط الملوك والرؤساء".
واعتبر البطريرك الماروني أنّ "لبنان المعزول عن دول العالم كله، ليس لبنان، وعندما نادينا بالحياد طالبنا بالعودة إلى الكيان اللبناني والهوية اللبنانية، فالحياد اللبناني هو الكيان اللبناني"، وأضاف: "لبنان أعلن حياده تجاه الشرق وتجاه الغرب عام 1943، وكل اللبنانيين عاشوا الازدهار والنمو والبحوحة حينها، أما اليوم كلنا نعيش الفقر والحرمان".
وتابع: "كلنا أصبحنا بلا كرامة وأصبحنا شحاذين وهذا ليس لبنان، وليست صورة لا المسلم ولا المسيحي، الحياد يخدم الجميع ويحررنا جميعاً، ولن نتراجع لأن الحياد خير للجميع ولسنا أمام مشروع سياسي لا بل أمام عودة لجذورنا اللبنانية وهويتنا".
إلى ذلك، قالت جعجع في كلمة لها: "نحن موجودون هنا اليوم في حدث الجبة بحضور ورعاية البطريرك، وفي هذا الوادي يرقد 17 بطريركاً يمثلون ذخيرة مباركة لنا وللأجيال المقبلة".
وأضافت: "سنبقى هنا مع أباءنا في هذه الأرض على رأسهم البطريرك الراعي الذي علا صوته وطالب بالحياد لأنه لا خلاص إلا بإعادة لبنان إلى حياده التاريخي الذي لولاه لما كان لبنان".
وقالت: نحن اليوم في وادي قاديشا الشاهد على صمودنا، لبنان كان وسيبقى منارة الشرق. من واجنا تحويل هذا الوادي إلى معلم سياحي ديني لجميع اللبنانيين وليس لأهلنا فقط ونحن نطلق السياحة ليبقى أهلنا متجذرين في أرضهم وهو معلم يضاهي المعالم السياحة العالمية".
وأردفت جعجع: "لن نترك أرضنا وسنبقى في لبنان حتى نحقق أحلامنا ومعكم يا صاحب الغبطة سنكمل نضالنا حتى نبني دولة حرّة".
وأكدت أنّ "المواقع الأثرية الـ4 ترمز بشكل معبّر إلى تاريخنا المسيحي واللبناني، وقد بلغت كلفة ترميمها نحو نصف مليون دولار"، وقالت: "اتوجّه بالشكر إلى أصحاب الأيادي البيضاء المؤمنين بتاريخ هذا الوادي".
وأضافت: "أقول لأهلي في هذه البلدات العزيزة ألف مبروك، ونؤكد لأهلنا أننا مستمرون في مشروعنا الحلم يداً بيد وعلى رأسهم البطريرك، لنحوّل الوادي المقدس إلى قبلة لجميع السياح في لبنان والعالم".
وتابعت: "أهلي في بلدة حدشيت وقنوبين، الأرض أرضكم ويداً بيد نحافظ عليها قيمة تراثية ومصدراً للرزق والعيش الكريم".