أعلِنَ الأمس عن تأسيس مجموعة شمال الثورة انطلاقاً من الكورة، وهي مجموعة من "المرشّحين" دون أي مشروع سياسي أو إقتصادي أو بيئي، ارتضوا بأن يستخدم ميشال معوّض، مجد حرب وسامي الجميّل اسماءهم للايحاء للرأي العام بأن قوى التغيير منقسمة في دائرة الشمال الثالثة. إلاّ أنَّ الواقع في مكانٍ آخر إذ أنَّ المرشّحين الذين أعلنهم ائتلاف معوّض حرب غير حاضرين في مناطق ترشيحهم، وغائبين عن صورة النضال السياسي والإنمائي، كما عن نضال المجموعات في الدائرة منذ 17 تشرين.
وتشير المعطيات التي توفّرت لموقعنا إلى أنَّ جهاد شوبح - المناصر للنائب المستقيل ميشال معوض وإبن رئيس بلديّة بكفتين التابع لمعوّض- هو المحرّك الأساسي لهذه المجموعة. أمّا المرشّحين فتضمّنوا الدكتور رشيد رحمة في بشري الذي كان يدعو لمقاطعة الإنتخابات منذ شهرين معتبراً أن قوى التغيير يجب أن تؤسّس لحالة سلطة بديلة خارج مؤسسات الدولة. وقد فاجأ التغيّر المفاجئ في موقفه أقرب المقرّبين الذين رفضوا دعم ترشيحه، إذ أنّهم اعتبروا أن خطوته بالترشّح تنمّ عن "قصر نظر" كونه قد يكون غير مدرك أن ترشيحه هو مجرّد استخدام لإسمه من أجل خدمة مشروع ميشال معوض. والمواقف المنمّة عن قلّة خبرة في السياسة عند الدكتور رشيد تظهر في مواقف عديدة في الماضي القريب، حيث دعا خلال انتخابات نقابة المهندسين إلى عدم انتخاب "النقابة تنتفض" ودعم اللائحة المدعومة من القوات.
بالإضافة إلى تلك الألاعيب، لقد حاول ميشال معوض اختراق تحالف شمالُنا من خلال بعض الأشخاص في الماضي، لمحاولة قسم الإئتلاف وشرذمته، لكي يتمكّن من الظهور بمظهر "قائد الثورة" في دائرة الشمال الثالثة، وها هو اليوم يستخدم تكتيكاً جديداً من خلال خلق مجموعة وهميّة للتحالف معه، بعد أن رفض التغييريون الحقيقيون هذا التحالف.
لم يتوقّف ميشال معوّض عن محاولات الشرذمة التي بدأها منذ صيف 2021، حين بدأ الناشطون في شمالنا بمسار تأسيس ائتلافهم، ويبدو أنّه سيستمرّ بتلك الألاعيب. فهل يدرك البَيك أن الصوت العقابي قد يطاله بسبب ممارساته السلطويّة؟
