"الثائر الحقيقي" سمير جعجع

"الثائر الحقيقي" سمير جعجع
"الثائر الحقيقي" سمير جعجع

بين يدي قائد القوات اللبنانية قائمة خاصة بعنوان "الثائر الحقيقي". قبل أيام، توجّه من عليائه على تويتر إلى الناخب المستقل، وقال "في حال خيّبت أملك لوائح الثوار المنقسمة على بعضها البعض، وأضعفت إيمانك بالتغيير، فلا تحزن ولا تيأس لأنها لم تكن بالفعل لوائح ثوار، على خلفية أن الثائر الحقيقي بطبيعته يضحّي بمصلحته لخدمة القضية الكبيرة، ما لم نراه (نره) في تشكيل اللوائح".

يحمل سمير جعجع قائمة "الثائر الحقيقي" ليقول للبنانيين من يعمل لمصحلتهم، ومن لا ومن يمكن إيلاءه الثقة ومن لا، ومن يستطيعون الوثوق به ومن لا. في مقدمة هذه القائمة كتب سمير جعجع أسطر قليلة يمكن أن تلخّص مسيرة الثورة الحقيقية التي قام بها كزعيم سياسي في لبنان، على رأس كتلة نيابية وأخرى وزارية طوال العقود السابقة، وعلى رأس ميليشيا تربّعت على صدور اللبنانيين طوال عقد من زمن الحرب الأهلية ومنها انطلق بعد اتفاق الطائف ليجثم على صدورهم في زمن السلم. وإليها يعود عندما "يدقّ الخطر" طارحاً شعار المنطقة المسيحية.

"الثائر الحقيقي"، في قائمة جعجع، يجب أن يضحّي خدمةً للقضية الكبيرة، وهنا بحث متواصل عن التضحيات التي قدّها منذ ٢٠٠٥ إلى اليوم من أجل القضية. قضية لبنان السيّد الحرّ والمستقلّ. طوال ١٥ عاماً من العمل السياسي، في حقبة ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للبنان، كان جعجع شريك حزب الله في الحكومات، وعلى طاولة جلسات الحوار الوطني، الحوار الأول بعهدة زعيم حركة أمل نبيه بري، الحوار الثاني برئاسة الرئيس ميشال سليمان، والحوار الثالث بزعامة الرئيس ميشال عون. وطوال هذه الفترة لم يقدّم جعجع لـ"القضية" السوى التنازلات والمزيد منها بغية الحصول على لقاء خاص أو جلسة ثنائية مع حزب الله أو أحداً من المسؤولين فيه، ولم يفعل.

"الثائر الحقيقي" يضحّي من أجل القضية، فكانت التسوية الرئاسية التي قادها جعجع عام ٢٠١٦ وأوصلت ممثل حزب الله إلى رئاسة الجمهورية طمعاً منه بخلافة الرئيس كحقّ مكتسب ثمار المقايضة والمصالحة. فانصدم بعد أشهر أنه تمّ تركه وحيداً على قارعة التسوية بعد أن دمّر علاقاته بحلفائه وأولهم زعيم تيار المستقبل سعد الحريري. فيطلّ علينا جعجع ومن معه في القوات اللبنانية لكيل المسؤوليات على العهد في ما وصل إليه اللبنانيون، والعهد الحالي زرعه بيده في حديثة "أوعا خيّك" التي خسر فيها أيضاً شعبيةً سياسية ليس في طائفته فقط، بل أيضاً لدى الطوائف الأخرى إذ نمّى هذه الشعبية قبل سنوات على اعتبار أنه لم يساوم وبات الناس القليل من الشعارات والمواقف بينما يجلس وزراؤه جنباً إلى جنب وزراء حزب الله.

"الثائر الحقيقي" يضحّي من أجل القضية بينما يضحّي جعجع من أجل كرسي رئاسي ومقاعد نيابية وحصة وزارية طمعاً بتعيينات من هنا ومواقع من هناك. القضية الكبرى إذاً هي السلطة والوصول إليها والتمسّك بها بهدف الإقدام على مفاوضات وتسويات وتقديم التنازلات. هذا الثائر الحقيقي سمير جعجع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى