كشفت تقارير صحافية عمّا وصفته بـ"تسجيلات سرية"، مشيرة إلى أنّها قد تكون بمثابة مفاجأة مدوية في كارثة الطائرة الأوكرانية المنكوبة في أجواء إيران.
وبحسب ما نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية، فإنّ هناك "تسجيلات سرية" متبادلة بين مراقب الحركة الجوية الإيرانية وطيار إيراني في طائرة كانت تطير بالقرب من الطائرة الأوكرانية المنكوبة، والتي تظهر لأوّل مرّة أن السلطات كانت تعلمّ منذ الوهلة الأولى أن الطائرة تم إسقاطها بصاروخ خاطئ.
وعرض التلفزيون الأوكراني الرسمي تلك التسجيلات، التي أكّد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بعد ذلك صحّتها.
من جهته، أقرّ رئيس فريق التحقيق الإيراني، حسن رضايفار، بصحّة التسجيل وأنّه تم تسليمه إلى المسؤولين الأوكرانيين، لكنّه لم يكن مسموحاً بتداوله في الإعلام.
نص التسجيلات
ويظهر نص التسجيلات، محادثة باللغة الفارسية بين وحدة تحكم الحركة الجوية وطيار إيراني يقود طائرة من طراز "فوكر 100" لصالح شركة طيران "آسمان" الإيرانية في طريقها من مدينة شيراز جنوبي إيران إلى طهران.
ويقول الطيار في التسجيل لبرج المراقبة: "أرى سلسلة من الأضواء، إنها مثل.... نعم، إنّه صاروخ، هل هناك خطأ ما؟".
ثمّ يكرّر الطيار في رسالة أخرى أنّه رأى النور بالقرب من مدينة بيام، المكان الذي أطلق منه صاروخ "جارد تور إم-1" الذي ضرب الطائرة الأوكرانية.
وقال الطيار في رسالته الثانية: "إنه ضوء صاروخ، ألم تروا شيئا حتى الآن؟".
وأضاف قائلاً: "عزيزي المهندس الموجود في البرج، لقد كان انفجاراً، لقد رأيت ضوءاً كبيراً جداً هنا، لا أعرف حقاً ماذا كان هذا".
وقالت الصحيفة الأميركية إنّ معلومات رادار تتبع الرحلات الجوية، تظهر أن الطائرة التابعة لطيران "آسمان" رقم 3768، كانت في ذلك التوقيت قريبة من طهران بما يكفي لمشاهدة الصاروخ والانفجار.
دليل هام
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني إنّ تلك التسجيلات تعتبر "دليلاً مهماً" بأنّ "الجانب الإيراني كان يعرف منذ البداية أسباب الكارثة التي لحقت بطائرة الركاب الأوكرانية، لكنّه كان يسعى لإخفاء الحقيقة".
وقال زيلينسكي: "لدى كييف تسجيلات هامة من المراقبين الجويين الإيرانيين تثبت بشكل قاطع معرفة إيران سبب الكارثة منذ تحطمها".
وتابع: "هذا التسجيل عبارة عن حوار بين غرفة التحكم والمراقبة الجوية في طهران وطائرة إيرانية كانت تهبط في ذلك الوقت. في الساعة 6:12 أقلعت طائرتنا، وفي الساعة 6:30 كان من المفترض أن تهبط طائرة إيرانية. لقد رأى طاقمها كل هذا، وبدأ الطاقم في التحدث إلى المراقب. كل شيء هناك يقول (يبدو لي أن صاروخاً يطير) والحديث جرى باللغتين الفارسية والإنكليزية - وكل شيء ثابت هناك".
وأشار إلى "أنّنا نسافر دوماً للمساعدة في فك تشفير الصناديق السوداء، لكننا نسعى كذلك أن ننقلها إلى هنا كي نفحصها بأنفسنا، فهذا أمر مهم للغاية بالنسبة لنا".
ووجهت هيئة الطيران المدني في إيران اتهاماً إلى أوكرانيا بانتهاك قواعد التحقيق بنشر ملف صوتي لطيار إيراني ورجّحت تأثير ذلك على تعاون طهران حول حادث الطائرة الأوكرانية.
ونقل موقع الهيئة عن مدير قسم الحوادث، حسن رضائي فر، قوله إنّ "فريق التحقيق الفني الأوكراني قام بإجراء عجيب، وذلك بنشره ملفا صوتيا سريا لمحادثة بين طيار إحدى شركات الطيران الإيرانية (آسمان) وبرج المراقبة بالتزامن مع إقلاع الطائرة الأوكرانية المنكوبة".
وأوضح أنّ هذا الملف الصوتي "يرتبط بمحادثة تجريبية لشركة طيران محلية كانت تطير إحدى طائراتها بالتوازي مع الرحلة الأوكرانية".
تابع رضائي فر: "انتهك الفريق الفني الأوكراني، بنشر هذا الملف السري، القانون الدولي للتحقيق في حوادث الطيران، وربما سيؤثر على تعاون إيران المستمر مع أوكرانيا في هذه القضية".
يذكر أنّه تم إسقاط طائرة ركاب من طراز "بوينغ 737" تابعة لشركة "خطوط الطيران الدولي الأوكرانية"، فجر الثامن من كانون الثاني الحالي، بصاروخ إيراني بالخطأ، بعد إقلاعها بدقائق من "مطار الإمام الخميني الدولي" في طهران، وكانت متوجهة إلى كييف، ما أسفر عن مصرع 176 شخصاً من جنسيات مختلفة.
وأقرّ قائد القوة الجوفضائية بالحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زادة، في 11 كانون الثاني، بمسؤولية "الحرس" عن سقوط الطائرة بقصفها عن طريق الخطأ، مؤكّداً أنّ "الواقعة حدثت في أجواء التأهب لحرب غير مسبوقة مع الولايات المتحدة".